سورة البقرة

البحث الرابع : حرمة الغشّ وبطلان المعاملة

الآیة الأربعون إلیٰ الآیة السادسة و الأربعین / المقام الثانی : البحوث الراجعة إلیٰ آیاتها

کد : 161705 | تاریخ : 01/01/1385

البحث الرابع

‏ ‏

حرمة الغشّ وبطلان المعاملة

‏ ‏

‏یمکن الاستدلال علیٰ حرمـة الـغشّ بقولـه تعالـیٰ: ‏‏«‏وَلاَتَلْبِسُوا الحَقَّ‎ ‎بِالْبَاطِلِ وَتَکْتُمُوا الْحَقَّ‏»‏‏، وحیث إنّ فی الـغشّ تلبیس الـواقع وکتمان‏‎ ‎‏الـحقیقـة، فیکون منهیّاً عنه وحراماً، وأمّا بطلان الـمعاملـة فلا دلیل علیـه إلاّ‏‎ ‎‏من جهـة حرّرناها فی الاُصول، وهی امتناع إمضاء الـمبغوض، فإنّ الـمبغوض‏‎ ‎‏منفور عنـه وجوداً وإیجاداً، وإمضاء الـمعاملـة متوقّف علیٰ الـرضا بها،‏‎ ‎‏والارتضاء والـطیب والإرادة.‏

‏وتوهّم: أنّ ما هو الـمحرّم هو الـمعنیٰ الحدثی الصدوری، وماهو‏‎ ‎‏المرضی ومورد الطیب هو المعنیٰ الـمسبّبی الـتبادلی، فی غیر محلّـه؛ لأنّ ما‏‎ ‎‏هو الـمبغوض هو الـسبب بما هو سبب ملازم للمسبّب، فلایمکن الـتفکیک‏‎ ‎‏والـتفصیل فی الاُصول.‏

‏نعم قد حرّرناه فی الـفقـه فی ذیل قولـه تعالـیٰ: ‏‏«‏وَلاَتَأْکُلُوا أَمْوَالَکُمْ‎ ‎بَیْنَکُمْ بِالْبَاطِلِ ...‏»‏‎[1]‎‏ إلـیٰ آخره أنّ عنوان الـحقّ والـباطل حسب الـشرائع‏‎ ‎‏الـسماویـة والـمادّیـة، یختلف مصداقاً وتطبیقاً، ولایصحّ الـتمسّک بمثل هذه‏‎ ‎‏الآیات علیٰ حرمـة الـباطل، بعد کون تشخیصـه بید الـشرع، واختلاف‏‎ ‎‏الـعرف والـشرع فی الـموارد والـموضوعات، نعم مع قیام الـقرینـة ـ کما فیما‏‎ ‎‏نحن فیـه ـ أو ورود الـنصّ، یتمّ الاستدلال، فلیتدبّر.‏

‎ ‎

‎[[page 556]]‎

  • )) البقرة (2) : 188.

انتهای پیام /*