سورة البقرة

المسألة الثالثة : استصحاب أحکام الشرائع السابقة

الآیة الأربعون إلیٰ الآیة السادسة و الأربعین / المقام الثانی : البحوث الراجعة إلیٰ آیاتها

کد : 161720 | تاریخ : 01/01/1385

المسألة الثالثة

‏ ‏

استصحاب أحکام الشرائع السابقة

‏ ‏

‏قد استشکلوا فی الاُصول جریانَ استصحاب أحکام الـشرائع‏‎ ‎‏الـسابقـة‏‎[1]‎‏: تارة من جهـة أنّ تلک الأحکام مورد الـتلاعب، وأنّ الـتوراة‏‎ ‎‏والإنجیل الـموجودین مورد الـتحریف، فلا شک فی بقاء تلک الأحکام کی‏‎ ‎‏یُستصحب. وهذا خلاف قولـه تعالـیٰ: ‏‏«‏مُصَدِّقاً لِمَا مَعَکُمْ‏»‏‏ فیعلم منـه أنّها‏‎ ‎‏کانت باقیـة. نعم یحتمل نسخها بعد مُضیّ عصر من عصور الـنبوّة، فیستصحب‏‎ ‎‏الأحکام، کما یستصحب عدم الـنسخ.‏

‏واُخریٰ: بأنّ جریان استصحاب تلک الأحکام بلا أثر؛ للحاجـة إلـیٰ‏‎ ‎‏الإمضاء والارتضاء الـثابت فی هذه الـشریعـة.‏

‏واحتمال کون جملـة ‏‏«‏مُصَدِّقاً لِمَا مَعَکُمْ‏»‏‏ بمعنیٰ أنّـه ‏‏صلی الله علیه و آله وسلم‏‏ یصدّق‏‎ ‎‏الـقرآن الـشریف الـذی هو معکم، ولیس علیٰ ضررکم وخسارتکم، فی غیر‏
‎[[page 570]]‎‏محلّـه حسب الـظاهر الـواضح.‏

أقول:‏ یأتی الـکلام حول دلالـة أمثال هذه الآیات علیٰ عدم تحریف‏‎ ‎‏الـکتب الـسالـفـة. هذا، مع أنّ الـبحث حول جریان استصحاب أحکام‏‎ ‎‏الـشرائع الـسابقـة فی الـجملـة؛ ولو کان حکماً واحداً یکفی لـکشف‏‎ ‎‏الـرضاء والارتضاء نفس الاستصحاب الـثابت فی هذه الـشریعـة، فلا نحتاج‏‎ ‎‏إلـیٰ دلالـة أمثال هذه الآیات، فما فی کتاب «الـکفایـة»‏‎[2]‎‏ و«الـتقریرات»‏‎[3]‎‎ ‎‏وغیرهما خالٍ عن الـتحصیل.‏

‏نعم لـو تمّت دلالـة هذه الآیـة وأشباهها علیٰ لـزوم الـتصدیق وعدم‏‎ ‎‏الـتحریف علیٰ عمومـه، إلاّ الأفرادی والأزمانی، فلا حاجـة إلـیٰ‏‎ ‎‏الاستصحاب، کما لایخفیٰ.‏

‎ ‎

‎[[page 571]]‎

  • )) راجع فرائد الاُصول : 655، وکفایة الاُصول : 412 ـ 414.
  • )) کفایة الاُصول : 412 ـ 414.
  • )) فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 4 : 478 .

انتهای پیام /*