سورة البقرة

البحث الأوّل : تدبیر الاُمور بید اللّٰه

الآیة الأربعون إلیٰ الآیة السادسة و الأربعین / المقام الثانی : البحوث الراجعة إلیٰ آیاتها

کد : 161724 | تاریخ : 01/01/1385

البحث الأوّل

‏ ‏

تدبیر الاُمور بید الله

‏ ‏

‏فی نسبـة الـنعمـة الـتی أنعمها علیهم إلـیـه تعالـیٰ شهادة علیٰ صحّـة‏‎ ‎‏الـنسبـة، وهو فرع کونـه تعالـیٰ فاعل الـنعمـة وعلّتها وخالـقها، وتلک‏‎ ‎‏الـنعمـة إمّا عامّـة للوجود وکمالـه، أو کثیرة کاستنقاذهم من بلاء فرعون،‏‎ ‎‏وجعلهم أنبیاء وملوکاً، وأنزل علیهم الـکتب الـمعظّمـة، وظلّل علیهم فی‏‎ ‎‏الـتَّیـه الـغمامَ، وإنزال الـمنّ والـسَّلْویٰ علیهم، وأعطاهم عموداً من الـنور‏‎ ‎‏لـیضیء لـهم باللیل، وکانت رؤوسهم لاتنشعث، وثیابهم لاتبلیٰ، وفی جملتها‏‎ ‎‏اشتمال الـکتب الـسالـفـة علیٰ الـشهادة بنبوّة نبیّ الإسلام، وهذه الـنعم علیٰ‏‎ ‎‏آبائهم الـواصلـة إلـیهم طبعاً؛ لـوصول کمالـها إلـیهم مع إدراکهم عصر‏‎ ‎‏الـنبیّ ‏‏صلی الله علیه و آله وسلم‏‏.‏

‏فکلّ هذه الأفعال فعل اللّٰه وخلق اللّٰه حقیقـة، ولیست الـوسائط إلاّ‏‎ ‎‏بالـجعل الـفانی فی الـجاعل الـحقیقی، فهو تعالـیٰ مدبّر الاُمور ومالـک‏
‎[[page 574]]‎‏الـمعالـیل والـعلل، ولیس هو منعزلاً عن الـخلق، بل هو أقویٰ من الـوسائط‏‎ ‎‏وأقرب، کما تحرّر أنّـه تعالـیٰ إلـیٰ الـمصادر أنسب من الـمباشر، وهو‏‎ ‎‏تعالـیٰ أقرب إلـیٰ معالـیلنا منّا؛ لأنّـه مُفیض الـوجود، ونحن الـمستعدّون.‏

‎ ‎

‎[[page 575]]‎

انتهای پیام /*