الوجه الرابع
حـول استعمال لفظة الاشتراء فی المقام
من وجوه البلاغة: اختیار لفظـة «الاشتراء» فی مورد استبدال الـهدایـة ب الـضلالـة و الـکفر بالإیمان و الـشرّ ب الـخیر... وهکذا؛ وذلک لأنّ الأفعال الـصادرة عن الإنسان ربّما تکون صادقـة؛ سواء صدرت عن اختیار وتوجّـه و الـتفات، أو کان لا عن الـتوجّـه و الـعلم، مثلاً: إذا ضرب زید عمراً بتخیّل أنّـه بکر أوبتخیّل آخر، یصدق أنّـه ضرب وصدر منه الضرب، وربّما لاتکون
[[page 18]]صادقة إلاّ فی صورة صدورها عن الـتوجّـه والاختیار والالتفات، والاشتراء من القسم الـثانی، فإنّـه یدلّ علیٰ أنّ الـمنافق بالاختیار وسوء الـتدبیر استقبل الضلالـة، واستبدلها بالإیمان، وفی ذلک أیضاً إشعار بأمر آخر: وهو أنّ الـهدایـة کانت فی أیدیهم وتحت اختیارهم، فرفضوها وأخذوا عوضها ب الـمبادلـة و الـمبایعـة.
[[page 19]]