وأمّا أصحاب الحدیث
«أَوْ کَصَیِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ»؛ أی مطر، کما عن الـکلّ إلاّ عبد الـرحمن بن زید: فإنّـه هو الـغیث من الـسماء. وعن سفیان: أی الـذی فیـه الـمطر.
«فِیهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ» فعن مجاهد: ملک یزجر الـسحاب بصوتـه. وعن
[[page 202]]أبی ص الـح: ملک من الـملائکـة یسبّح. وعن شهر بن حوشب: هو ملک موکّل ب الـسحاب یسوقـه کما یسوق الـحادی الإبل، یسبّح کلّما خالفت سحابةٌ سحـابةً صاح بها، فإذا اشتدّ غضبـه طارت الـنار من فیـه، فهی الـصواعق الـتی رأیتـم.
وعن ابن عباس: الـرعد مَلَک من الـملائکـة اسمـه الـرعد، وهو الـذی تسمعون صوتـه. وعنـه أیضاً: ملک یزجر الـسحاب ب الـتسبیح و الـتکبیر. وعنـه أیضاً: الـرعد اسم ملک، وصوتـه هذا لتسبیحـه، فإذا اشتدّ زجره الـسحاب اضطرب الـسحاب واحتکّ، فتخرج الـصواعق من بینـه. وعنـه رابعاً: مَلَکٌ یسوق ب الـتسبیح، کما یسوق الـحادی الإبل بحدائـه.
وعن مجاهد: مَلَکٌ یزجر الـسحاب، وعن عِکْرمـة: مَلَک فی الـسحاب یجمع الـسحاب، کما یجمع الـراعی الإبل. ویقرب منـه قولـه الآخر. وعن قتادة: الـرعد خلق من خلق الـلّٰـه عزّوجلّ، سامع مطیع للّٰه عزّوجلّ. وعن عکرمـة: أنّ الـرعد مَلَک یؤمر بأنّـه جاء الـسحاب، فیؤلّف بینـه، فذلک الـصوت تسبیحـه. وعن مجاهد: هو مَلَکٌ وهو الـمرویّ عن ابن عباس خامساً.
وعنـه سادساً: هو مَلَک ینعَق ب الـغیث، کما ینعق الـراعی بغنمـه. وعنـه سابعاً: هو ریح.
«وَبَرْقٌ»؛ أی مخاریق الـملائکـة یزجرون بها الـسحاب. ق الـه ابن عباس. وقال آخرون: هو سوط من نور یزجر بـه الـمَلَکُ الـسحابَ.
وعن ابن عباس: أنّـه ماء. وفی تعبیر آخر: أنّـه من الـماء. وقال آخرون: هو مَصْع مَلَکٍ؛ أی لمعانـه. وعن محمّد بن مسلم الـطائفی، قال: بلغنی أنّ الـبَرْق مَلَکٌ له أربعـة أوجـه: وجـه إنسان، ووجـه ثور، ووجـه نِسْر، ووجه
[[page 203]]أسد، فإذا مِصَع بأجنحتـه، فذلک الـبرق. وقریب منـه ما عن شعیب الـجبائی.
«وَاللّٰهُ مُحِیطٌ بِالکَافِرِینَ»؛ أی جامعهم فی جهنّم. کما عن مجاهد، وعن ابن عباس: اللّٰه مُنزل ذلک بهم من الـنقمـة.
[[page 204]]