سورة البقرة

المسألة الثانیة : حـول معنیٰ حروف النداء

کد : 161933 | تاریخ : 11/06/1385

المسألة الثانیة

‏ ‏

حـول معنیٰ حروف النداء

‏ ‏

‏إنّ الألفاظ للمعانی، وتحکی عنها عند الاستعمال، فتکون حاکیات.‏‎ ‎‏ومعنیٰ  الـحکایـة وجود  الـمحکی قبل الاستعمال؛ حتّیٰ یکون  الـلفظ فی‏
‎[[page 272]]‎‏ظرف الاستعمال حاکیاً لـه، وهذا ممّا لا یتصوّر فی حرف  الـنداء وبعض‏‎ ‎‏ الـحروف الاُخر، وحروف  الـنداء أظهر  الـحروف فی أنّها أدوات إیجادیـة‏‎ ‎‏وتوجد بها معانیها، مع أنّ سببیتها لوجود  الـمعانی تناقض کونها مستعملـة فیها؛‏‎ ‎‏بداهـة أنّ الاستعمال فرع وجودها، فکیف یُعقل أن یکون  الـسبب فرع‏‎ ‎‏ الـمسبّب؟! ولذلک غمّضوا عیونهم وغَضّوا أبصارهم فی الاُصول، وق الـوا:‏‎ ‎‏الاستعمال علیٰ ضربین: إیجادی وحکائی‏‎[1]‎‏، وحروف  الـنداء من الاستعمالات‏‎ ‎‏الإیجادیـة؛ غفلـة عن أنّـه أمر لایناسب  الـعقول  الـعرفیـة، بل ولا  الـعقل‏‎ ‎‏ الـبرهانی؛ لأنّ الاستعمال الإیجادی توصیف باطل غیر معقول.‏

و الـذی هو  الـتحقیق:‏ أنّ هذه  الـحروف موضوعـة لاعتبار  الـمعانی‏‎ ‎‏ الـحاصلـة بغیرها تکویناً، مثلاً  الـصوت  الـرشید  الـع الـی نداء  الـبعید‏‎ ‎‏حقیقـة، وهذا  الـصوت بناء ارتکازی من  الـناس علیٰ ندائهم إخوانهم عند‏‎ ‎‏ الـحاجـة وإرادة الإعلان والإعلام، وحیث تَوجّـه عائلةُ  الـبشر بعد ذلک إلـیٰ‏‎ ‎‏لزوم اعتبار هذا  الـنداء، ولما لا یصحّ  الـتصویت  الـمزعج، ولا ینبغی أحیاناً‏‎ ‎‏رفع  الـصوت فی  الـمحاضر و الـمحافل، توسّل إلـیٰ وضع لغـة أو لغات یعتبر‏‎ ‎‏وراءها هذا  الـنداء  الـع الـی؛ أی إنّ  الـمتکلم فی صورة  الـنداء  الـع الـی کان‏‎ ‎‏یرید الاهتمام بالأمر، فإذا ألقیٰ کلمـة یاء مثلاً، فهو یرید الأمر  الـمهتمّ بـه، فلا‏‎ ‎‏استعمال لهذه  الـحروف فی شیء، بل هو استعمال إلـقائی؛ نظراً إلـیٰ انتقال‏‎ ‎‏ الـمخاطب إلـیٰ ما أراده وقصده وراء هذه  الـلفظـة. وقیل: جمیع الألفاظ من‏
‎[[page 273]]‎‏هذا  الـقبیل. وتفصیلـه فی الاُصول واُصولنا‏‎[2]‎‏، فلاتذهل.‏

‎ ‎

‎[[page 274]]‎

  • )) راجع کفایة الاُصول : 36 ، فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 1 : 37، مناهج الوصول 1 : 77 .
  • )) راجع تحریرات فی الاُصول 1 : 107 .

انتهای پیام /*