سورة البقرة

المسألة الثالثة : حـول استحقاق العقاب والثواب

کد : 161957 | تاریخ : 18/05/1385

المسألة الثالثة

‏ ‏

حـول استحقاق العقاب والثواب

‏ ‏

‏من  الـمسائل  الـخلافیـة  الـمحرّرة فی  الـکتب  الـعقلیّـة اُسُسُها، وفی‏‎ ‎‏ الـکتب الاُصولیّـة أیضاً طائفـة من بحثها: هو أنّ  الـعقاب و الـعذاب و الـجحیم‏
‎[[page 314]]‎‏و الـعتاب یکون بالاستحقاق؛ سواء کان بنحو  الـجع الـة أو  الـتبعیـة، ولکن‏‎ ‎‏ الـثواب والأجر و الـجنّـة و الـجزاء هل هو بالاستحقاق، فیکون  الـعبد ذا حقّ‏‎ ‎‏علیٰ ربّـه، أم هو بالإفضال والإنعام؟ وتفصیل  الـمسألـة یأتی فی مناسبـة‏‎ ‎‏أوضح وذیل بعض الآیات الاُخر إن شاء اللّٰه تع الـیٰ.‏

وإجماله:‏ أنّ هذه الآیـة ربّما تدلّ علیٰ أنّ الاستحقاق بلا أساس؛ لأنّ‏‎ ‎‏الأمر ب الـعبادة یکون معلّلاً: بأنّ  الـربّ یستحقّ  الـعبودیّـة؛ لأنّـه  الـذی خلقکم‏‎ ‎‏وخلق من کان قبلکم، وما یأتی بعد ذلک فلا یستحقّون شیئاً، بل  الـلاّزم‏‎ ‎‏و الـواجب علیهم عقلاً أو شرعاً، هی عبادتـه لأجل هذه  الـجهـة وتلک‏‎ ‎‏ الـنعمـة و الـعطیّـة.‏

وأنت خبیر بما فیه‏، فإنّ  الـترغیب بعبادة اللّٰه تع الـیٰ، وتوجیـه  الـملّـة‏‎ ‎‏الإسلامیّـة وغیر الإسلامیّـة إلـیٰ  الـطریقـة  الـصحیحـة فی عبادتهم؛ بترک‏‎ ‎‏عبادة غیره تع الـیٰ من الأوثان  الـمنصوبـة علیٰ أکتاف  الـکعبـة أو الأوثان‏‎ ‎‏والأصنام الإنسانیـة ب الـتوجّـه إلـیٰ  الـدنیا وشؤونها فی  الـعبادة بل وشؤون‏‎ ‎‏الآخرة فی باطن ذواتهم وحقیقـة ح الـهم، کما مضیٰ تفصیلـه فیما سلف ذیل‏‎ ‎‏سورة  الـفاتحـة بعونـه تع الـیٰ وهدایتـه، فإنّ  الـترغیب من الاُمور  الـعقلائیّـة،‏‎ ‎‏ الـرائجـة بین  الـمو الـی  الـعرفیـة و الـعبید؛ من غیر تنافٍ بین ذلک وبین کونها‏‎ ‎‏بالاستحقاق إذا اقتضیٰ  الـدلیل الآخر ذلک، فهذه الآیـة لا تدلّ علیٰ أنّ علّـة‏‎ ‎‏وجوب  الـعبادة هو  الـتقیـید  الـمذکور فی الآیـة؛ لأنّ  الـتقیـید و الـتوصیف‏‎ ‎‏یمکن أن یکون بلحاظ أمر آخر اُشیر إلـیـه، فلا تخلط.‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 315]]‎

انتهای پیام /*