المسألة الاُولیٰ
حـول کلمة «الأرض»
الأرض: کرة مظلمـة مرکّبـة من الـجواهر الـفردة، مؤنّثـة جمعها اُروض وآراض واَرَضون وأرَاضٍ، جمع واحد متروک، کلیال جمع لیلاة، وکلّ ما سفل فهو أرض، یقال: من أطاعنی کنت لـه أرضاً، یراد بـه الـتواضع.
ومن الـمحتمل أن یکون وجـه إطلاق الأرض علیٰ هذه الـکرة کونها ذات کلاء کثیر فی قبال سائر الـکُرات فی الـمنطقـة الـشمسیّـة؛ وذلک لقولهم: أرضت الأرض وجدتها کثیرة الـکلاء.
ثمّ إنّ فی جمع الأرض علیٰ أراض وغیره خلافاً وبحثاً طویل الـذیل
[[page 345]]مذکور فی «تاج الـعروس».
وقال فی « الـمفردات»: الأرض الـجرم الـمقابل للسماء، وجمعـه أرضون، ولا تجیء مجموعـة فی الـقرآن، ویعبَّر بها عن أسفل الـشیء، کما یُعبَّر ب الـسماء عن أعلاه. انتهیٰ.
ویمکن أن یکون الـجمع مع کونها شخصاً واحداً باعتبار قطعاتها، ویؤیّد ذلک قولـه تع الـیٰ: «إِعْلَمُوا أَنَّ اللّٰهَ یُحْیِی الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا»، فإنّ الأرض اُطلقت علیٰ قطعـة منها.
و الـذی یهمّنا أنّ الأرض هل هی واحد ب الـشخص وهی الـکرة الـمسکونـة الـحاضرة، أم هی موضوع للمعنیٰ الأعمّ. والّذی یظهر من بعض مواضع الـکتب الـلُّغویـة هو الأوّل، و الـظاهر هو الـثانی؛ لما عرفت من أنّ معناها قابل للانطباق علیٰ کلّ سافل ب الـقیاس فلامنع من إطلاقها علیٰ ما فی سمائنا إذا کان سافلاً ب الـقیاس إلـیٰ سمائـه، فیکون الـقمر أرضاً ب الـقیاس إلـیٰ سمائـه، و الـمرّیخ أرضاً... وهکذا، ومجرّد اُنس الـذهن ومبادرة الـکرة الـحاضرة من لفظها لا یورث ضیق الـمعنیٰ وتحدّد الـموضوع لـه.
ویؤیّد ذلک قولـه تع الـیٰ: «اَللّٰهُ الَّذِی خَلَقَ سَبْعَ سَمَـٰوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ» وحمل الـتمثیل علیٰ خلاف ما هو الـمعهود فی الـسماوات ص
غیر جائز، فما قیل: إنّ الـمراد طبقات الأرض الـطولیـة أو الأق الـیم
[[page 346]] الـسبعـة الأرضیـة غیر مرضیّ.
[[page 347]]