المسألة الثالثة
حـول کیفیة خلق المطر
اختلفت أرباب الـحلّ و الـعقد فی کیفیـة خلق الـمطر ـ کما مرّ تفصیله وربّما یستند إلـیٰ قولـه تع الـیٰ: «مِنَ السَّمَاءِ مَاءً»علیٰ أنّ ماء الـمطر یتکوّن من الـسماء؛ لأنّ «من» نشویـة فینشأ الـمطر من جانب الـعلو، ولو اُرید بذلک ما بـه مطریـة الـمطر، وهی الـقطرة الـخاصّـة بحدودها، ف الـحقّ أنّها من الـسماء، ولعلّ الآیـة أیضاً ناظرة إلـیٰ أنّ ماء الـمطر من الـسماء، وإن اُرید أنّ ما هو مادّة الـمطر ـ وهی الـجهـة الـمشترکـة بین الـمطر و الـبئر ـ توجد فی جوّ الـسماء فهو باطل عاطل، وقد مرّ شطر من الـبحث حولـه فیما سلف
[[page 382]]