بلوغ الرشاد غایة للمستثنی
بقی بحث آخر لا بأس بالإشارة إلـیه: وهو أنّ فی الآیة الـشریفة فی سورتی الأنعام والإسراء حدّاً؛ لقوله تعالـی فی ذیلها: «إِلاَّ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ حَتّی یَبْلُغَ أَشُدَّهُ» وهذا وإن کان بحسب الاحتمال قابلاً لکونه حدّ الـموضوع، أو غایة له، أو غایة للحکم، أو غایة للمستثنی، أو للجملتین الـمستثنی منه والـمستثنی، ولکنّه ظاهر فیما قبل الأخیر بالـضرورة.
مع أنّ کونه حدّ الـموضوع بلا أثر؛ لانتفاء الـحکم قهراً بانتفاء الـقید.
وکونه غایة للموضوع أیضاً یحتاج إلـی اعتبار الاستمرار، وهذا هنا یحتاج إلـی الـمؤونة الـزائدة الـخارجة عن اُفق الاعتبار بدواً.
وکونه غایة للحکم معناه جواز الـتصرّف بدون الإذن بعد الـرشد؛ أخذاً بالـمفهوم، أو هو لازم انتهاء حکم الـحرمة، فلا معنی للجمع بین الـجملتین، فیتعیّن کونه حدّاً لجواز الـتصرّف، أو وجوبه، وغایة للحکم فی الـمستثنی، ومن تعرّض الـکتاب الـشریف لغایة الـحکم، یثبت الإطلاق الـمدّعی سابقاً وقرّرناه آنفاً، فافهم واغتنم.
[[page 307]]