ذنابة : فی اندراج الموانع الوجودیّة فی محطّ النزاع
إلی الآن تبیّن حدود ماهو الداخل فی محطّ النزاع فی المقدّمة بحمد الله وله الشکر، فهل یندرج تحته الموانع الوجودیّة؛ ضرورة أنّ الشیء یحتاج فی تحقّقه إلی استجماع الشرائط والمقتضیات، ورفع الموانع والمضادّات، أم لا؟
الظاهر نعم؛ لأنّ الملاک واحد، والمناط فارد، ومجرّد کون الملازمة هناک بین إرادتین؛ إحداهما: متعلّقة بذی المقدّمة، والاُخریٰ: بالمقدّمة، وهنا بین الإرادة المتعلّقة بذی المقدّمة، والإرادة المتعلّقة بالزجر عن المانع، أو بإعدام المانع، لایورث خللاً، وعدّ مثل هذه الإرادة فی الکتب المتعارفة کراهةً من السهو، وهو ناشئ من غفلة أرباب المعقول أیضاً؛ حتّیٰ صدر المتألهین رحمه الله فالأمر سهل.
[[page 47]]نعم، بناءً علیٰ ما سلکناه من امتناع المضادّة والممانعة الوجودیّة فی الاُمور الاعتباریّة؛ وأنّها ترجع إلی اعتبار الأعدام شرطاً فی المأمور به، وقیداً له، لایمکن إدراج مثلها فی محطّ البحث، ومن تخیّل إمکانه فلابدّ من إدراجها فی محیط النزاع، کما هو الظاهر.
[[page 48]]