الفصل السابع فی مسألة الضدّ

المقدّمة الرابعة

کد : 162669 | تاریخ : 24/07/1385

المقدّمة الرابعة :

‏ ‏

‏صحّة العقوبة لاتتقوّم بالأمر والنهی، بل لو اطلع العبد علی المطلوب الإلزامیّ‏‎ ‎‏للمولیٰ، فأهمل وماطل حتّیٰ أخلّ به، فإنّه یستحقّ العقوبة والمؤاخذة، کما إذا اطلع‏‎ ‎‏علیٰ غریق، والمولیٰ نائم غیر ملتفت، فإنّ الإهمال باعتذار: أنّه لم یأمر بذلک،‏‎ ‎‏لایورث المعذوریّة عند العقل قطعاً.‏

‏وهکذا إذا کان العبد لایعتنی بأمره ونهیه، ولایبالی بما یقول المولیٰ، کالعصاة‏‎ ‎‏والکفّار، فإنّهم فی جنب الأوامر والنواهی کالحجر فی جنب الإنسان؛ لایتأثّرون‏‎ ‎‏بها، ولاینبعثون عنها.‏

وبعبارة اُخریٰ :‏ من شرائط تحقّق الأمر الجدّی، احتمال الانبعاث، وإمکان‏‎ ‎‏الارتداع، وهو منتفٍ فرضاً؛ فإنّ المولیٰ إذا کان فی هذا الموقف یریٰ لغویّة أمره‏‎ ‎‏ونهیه، فلایترشّح منه إرادة البعث والزجر، ولکن لایتمکّن العبد من الاعتذار: بأنّه لو‏‎ ‎‏کان یأمر لأطاعه؛ لأنّه کان بحسب الواقع لایطیع، فعند ذلک یستحقّ العقوبة؛ لتمامیّة‏‎ ‎‏المقتضی والمحبوبیّة، فإنّ قصور العبد مستلزم لعدم إمکان ترشّح الإرادة التشریعیّة.‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 346]]‎

انتهای پیام /*