الفصل السابع فی مسألة الضدّ

الشبهة الرابعة

کد : 162719 | تاریخ : 05/06/1385

الشبهة الرابعة :

‏ ‏

‏أنّ مقتضیٰ ما زعمه القوم: من عدم إمکان المحافظة علی عموم الخطابات‏‎ ‎‏الکلّیة القانونیّة‏‎[1]‎‏، کون الموضوع عنوان «القادر» وقضیّة ذلک جریان البراءة فی‏‎ ‎‏الشکّ فی القدرة، کما فی سائر الموارد من الشبهات الموضوعیّة، وقد تشبّث القوم‏‎ ‎‏للفرار عن ذلک بذکر طرق ووجوه‏‎[2]‎‏، کلّها حسب الصناعة غیر نقیّة.‏

‏وأحسن ما یقال فی المقام: إنّ سقوط الهیئة لأجل العجز، لایضرّ بإطلاق‏‎ ‎‏المادّة‏‎[3]‎‏.‏

وفیه :‏ أنّ مع قطع النظر عن الهیئة لایتصوّر إطلاق للمادّة؛ لأنّ الإطلاق من‏‎ ‎‏تبعات تعلّق الحکم بالمادّة، ولیس من صفات نفس المادّة، وإلاّ فلا حاجة إلیٰ‏‎ ‎‏مقدّمات الإطلاق.‏

‏وربّما یقال: بأنّ سقوط الهیئة لأجل طروّ العجز، لایستلزم الشکّ فی محبوبیّة‏‎ ‎‏المادّة ومطلوبیّتها؛ ممّا نعلم من الخارج عدم مدخلیّة القدرة فی مطلوبیّتها، بل القدرة‏
‎[[page 443]]‎‏دخیلة فی صحّة المخاطبة فقط‏‎[4]‎‏.‏

وبعبارة اُخریٰ :‏ فرق بین الموضوع المذکور فی لسان الشرع، وبین ما‏‎ ‎‏یستنبطه العقل؛ فما کان من قبیل الأوّل تجری فیه البراءة عند الشکّ، وما کان من‏‎ ‎‏قبیل الثانی فلابدّ من الالتزام بالاشتغال؛ لأنّ العقل أقدم علیٰ هذا الموضوع فراراً‏‎ ‎‏عن الشبهة العقلیّة، وإلاّ فلا قصور فی إفهام الهیئة مطلوبیّة المادّة.‏

أقول :‏ من الممکن والجائز عند العقل، أنّ المولیٰ لم یأخذ فی موضوع الدلیل‏‎ ‎‏عنوان «القادر» اتکالاً علیٰ عقولکم الحاکمة والمدرکة أخصّیة الموضوع، فلایصحّ‏‎ ‎‏التمسّک بالإطلاق حینئذٍ، کما لایخفیٰ. وقد مرّ منّا تفصیله فی تنبیهات أشرنا إلیها‏‎ ‎‏فی ذیل مسلکنا، فراجع‏‎[5]‎‏.‏

وبالجملة :‏ مقتضی الانحراف عن ظواهر الأدلّة وعن عمومها القانونیّ الشامل‏‎ ‎‏للکلّ؛ بجعل موضوعها «القادر» لزوم القول بالبراءة فی شبهات المسألة، مع أنّهم‏‎ ‎‏لایرضون به، وسیأتی الکلام فی المقدّمة السادسة حول هذه المسألة علی الوجه‏‎ ‎‏الذی أبدعناه.‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 444]]‎

  • )) تقدّم فی الصفحة 395 .
  • )) فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینیّ) الکاظمی 4 : 54 ـ 56، نهایة الأفکار 3: 341 ـ 342، مقالات الاُصول 1 : 313 ـ 314، محاضرات فی اُصول الفقه 2 : 146 .
  • )) فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینیّ) الکاظمی 1 : 326 .
  • )) فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینیّ) الکاظمی 4 : 55، مقالات الاُصول 1 : 313 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 391 ـ 394 .

انتهای پیام /*