المقصد الثالث فی النواهی

صحّة العبادة حال الاضطرار ولو کان بسوء الاختیار

کد : 162848 | تاریخ : 05/09/1385

صحّة العبادة حال الاضطرار ولو کان بسوء الاختیار

‏ ‏

‏إذا عرفت مصبّ الکلام ، ومحلّ النقض والإبرام، ومحطّ النفی والإثبات من‏‎ ‎‏الأعلام، فلیعلم: أنّ العبادة سواء کانت من قبیل الصلاة، أو کانت کالوضوء حال‏‎ ‎‏الخروج فی السفینة والقطار المارّ علی الأرض المغصوبة، کما هو الکثیر الابتلاء فی‏‎ ‎‏هذه الأدوار، صحیحة مقبولة عندنا إن شاء الله تعالیٰ؛ وذلک لأنّ فی جمیع صور‏‎ ‎‏المسألة إمّا لایکون نهی ولا مبغوض، أو یکون النهی، أو لایکون النهی، ولکن‏‎ ‎‏یوجد بغض المولیٰ بالنسبة الی التصرّف، وعلیٰ کلّ حال لایکون متعلّق النهی‏‎ ‎‏والبغض عنوان «الصلاة والعبادة» لجواز اجتماع الأمر والنهی.‏

‏فلایتوهّم وجه لتخیّل بطلانها إلاّ علی القول بالامتناع مع وجود النهی، أو‏‎ ‎
‎[[page 280]]‎‏القول بامتناع اجتماع المأمور به مع المبغوض ولو کان غیر المنهی عنه بالنهی‏‎ ‎‏الفعلیّ، أو القول بامتناع التقرّب بما فیه المفسدة وإن لم یکن مورد البغض، والکلّ‏‎ ‎‏باطل عاطل، وقد فرغنا عن فساده، ولاسیّما الأخیر‏‎[1]‎‏ کما لایخفیٰ.‏

‏وهذا الذی ذکرناه یتمّ من غیر فرق بین کون المکلّف، متمکّناً من الإتیان‏‎ ‎‏بالصلاة التامّة بعد الفراغ من التصرّف فی الأرض المغصوبة، أو کان غیر متمکّن إلاّ‏‎ ‎‏من صلاة الإیماء والإشارة، فإنّ وجود المندوحة لایضرّ بصحّة الصلاة المقرونة‏‎ ‎‏بالنهی والمفسدة؛ حسب جواز اجتماع الأمر والنهی، وجواز اجتماع الحبّ‏‎ ‎‏والبغض، والمقرّب والمبعّد.‏

فبالجملة تحصّل:‏ أنّ هذا التصرّف الاضطراریّ إمّا محرّم فعلاً بالخطابات‏‎ ‎‏الأوّلیة، کما هو المختار، ویکون غیر مرفوع بحدیث الرفع، فیلزم اجتماع الأمر‏‎ ‎‏والنهی، أو یکون مرفوعاً، أو لایکون محرّماً ولا مبغوضاً، فلا وجه لبطلان الصلاة‏‎ ‎‏إلاّ توهّم اشتمالها علی المفسدة‏‎[2]‎‏، ولو کان الأمر کما توهّم یلزم بطلان الصلاة فی‏‎ ‎‏کثیر من المواضع.‏

‏أو یکون مبغوضاً ومعصیةً حکماً أو واقعاً، فیلزم اجتماع المبغوض‏‎ ‎‏والمحبوب المأمور به علی العنوانین، أو یکون التصرّف محرّماً للمتوسّط‏‎ ‎‏بسوء الاختیار، فالأمر کما تحرّر، وغیرَ محرّم من المتوسّط لا بسوء الاختیار،‏‎ ‎‏فالأمر کذلک.‏

‏وتصیر النتیجة علیٰ هذا کلّه واحدة: وهی صحّة العبادة المأتیّ بها فی تلک‏‎ ‎‏الحال. ومن هنا یظهر مواضع الاشتباه، ویظهر أنّ تکثیر الصور لیس من الأمر اللازم‏‎ ‎‏فی البحث، والله هو الموفّق المؤیّد.‏

‎ ‎

‎[[page 281]]‎

  • )) تقدّم فی الصفحة 186 ـ 188.
  • )) نهایة الاُصول : 270.

انتهای پیام /*