المقصد الثالث فی النواهی

التنبیه الأوّل : حول تصحیح العبادة بالنهی عنها

کد : 162887 | تاریخ : 26/07/1385

التنبیه الأوّل : حول تصحیح العبادة بالنهی عنها

‏ ‏

‏قد مرّ فی مطاوی کلماتنا ما یشعر بتوهّم إمکان الاستدلال علیٰ صحّة العبادة‏‎ ‎‏وإمکان تحقّقها بالنهی، فیکون النهی دلیلاً علی الصحّة، دون الفساد‏‎[1]‎‏؛ وذلک لأنّ‏‎ ‎‏الحرمة التکلیفیّة تلازم القدرة علی المحرّم، فتکون العبادة المحرّمة مورد القدرة،‏‎ ‎‏فلابدّ وأن یکون المنهیّ عنه صالحاً للتقرّب، ولیس ذلک ممکناً إلاّ فی العبادات‏‎ ‎‏الذاتیّة؛ لأنّ العبادات العرضیّة غیر مجتمعة مع الحرمة الذاتیّة، فتکون خارجة عن‏‎ ‎‏محطّ النزاع.‏

‏أو إن شئت قلت : لابدّ من التفصیل فی المسألة بین الذاتیّة والعرضیّة؛ وأنّ‏‎ ‎‏النهی فی الاُولیٰ یدلّ علی الصحّة، وفی الثانیة یستتبع الفساد؛ لأجل الجهات‏‎ ‎‏اللاّحقة التی مرّ تفصیلها‏‎[2]‎‏.‏

‏وأمّا ما أفاده القوم حلاًّ لهذه المشکلة: بأنّ المقصود من النهی المتعلّق‏‎ ‎‏بالعبادة، هی العبادة التی لولا النهی لکانت مورد الأمر‏‎[3]‎‏، فهو غیر مفید؛ ضرورة أنّ‏‎ ‎‏العنوان المأخوذ فی محطّ النزاع ظاهر فی الفعلیّة؛ أی ما کان عبادة یکون مورد‏‎ ‎
‎[[page 351]]‎‏النهی، لا ما کانت صالحة لأن یتقرّب بها؛ للزوم دخول کلّ شیء فی محطّ النزاع إلاّ‏‎ ‎‏المحرّمات الذاتیّة أو المکروهات، فتدبّر.‏

وبالجملة :‏ لابدّ من الالتزام بأحد أمرین؛ إمّا دعویٰ أنّ المقصود من «الحرمة‏‎ ‎‏الذاتیّة» هی حرمة صورة العبادة وشکلها، سواء قصد التشریع، أم لم یقصد، وهذا‏‎ ‎‏غیر مقبول جدّاً.‏

أو دعویٰ :‏ أنّ العبادة المحرّمة قابلة للتحقّق؛ لأجل إمکان ترشّح قصد القربة،‏‎ ‎‏لأجل احتمال وجود المصلحة ووجود الملاک المقهور، کما عرفت منّا تفصیله‏‎[4]‎‏.‏

‏نعم، لایجوز الاجتزاء به بناءً علیٰ ما سلکناه من تبعیّة النهی التحریمیّ‏‎ ‎‏حکماً وضعیّاً‏‎[5]‎‏.‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 352]]‎

  • )) تقدّم فی الصفحة 123 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 337 .
  • )) کفایة الاُصول : 225 و 228 ، فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 2 : 463 ـ 464 ، نهایة الأفکار 2 : 452 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 343 ـ 345 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 338 .

انتهای پیام /*