المقصد الثانی فی الأوامر

المرحلة الاُولیٰ : فیما اُقیم علی الامتناع الذاتیّ ؛ وممنوعیّته فی مرحلة الجعل والتشریع

المقام الأوّل : فی التعبّدی والتوصّلی / الفصل الثالث فیما یتعلّق بهیئة الأمر إطلاقاً

کد : 162963 | تاریخ : 16/11/1385

المرحلة الاُولیٰ : فیما اُقیم علی الامتناع الذاتیّ ؛ وممنوعیّته 

فی مرحلة الجعل والتشریع

‏ ‏

‏وهو اُمور:‏

أحدها :‏ لزوم الدور فی مرحلة التصوّر‏‎[1]‎‏، وهذا أمر قبل المرحلتین کما‏‎ ‎‏لایخفیٰ، وهو أنّ تصوّر الأمر موقوف علیٰ تصوّر متعلّقه، فلو کان قصد الأمر من‏‎ ‎‏أجزائه وقیوده وشرائطه ـ بناءً علیٰ رجوعها إلیٰ تقیّد الطبیعة بها ـ لتوقّف تصوّر‏
‎[[page 118]]‎‏المتعلّق علیٰ تصوّر الأمر أیضاً؛ لأنّ تصوّر المرکّب متوقّف علیٰ تصوّر أجزائه‏‎ ‎‏وقیوده برمّتها.‏

ثانیها :‏ لا شبهة فی تقدّم الموضوع علیٰ حکمه ـ بملاک تقدّم المعروض علیٰ‏‎ ‎‏عرضه ـ تقدّماً بالرتبة، وإذا کان الموضوع متوقّفاً علی الأمر؛ لأخذ قصد الأمر‏‎ ‎‏وداعیه فیه، فهو موقوف علیٰ نفسه، ففی مرحلة الجعل یلزم تقدّم الشیء ـ وهو‏‎ ‎‏الأمر ـ علیٰ نفسه برتبتین: رتبة لتقدّم جزء الموضوع علی الکلّ، ورتبة لتقدّم‏‎ ‎‏الموضوع علی الحکم.‏

أو یقال :‏ رتبة لتقدّم الموضوع علی الحکم، ورتبة لتقدّم الحکم والأمر علیٰ‏‎ ‎‏قصد الأمر، فما هو المتأخّر عن الأمر المتأخّر عن الموضوع، مأخوذ فی الموضوع،‏‎ ‎‏وهذا أفحش من الدور فساداً‏‎[2]‎‏.‏

ثالثها :‏ الأمر موقوف علی الموضوع، والموضوع متوقّف علی الأمر، فیلزم‏‎ ‎‏الدور، فکیف یعقل جعل الحکم علی الموضوع بنفس الأمر المتعلّق به؟!‏‎[3]‎‏ وفی‏‎ ‎‏کونه برهاناً آخر إشکال، بل منع.‏

رابعها :‏ أخذ قصد الأمر، موجب لتقدّم الشیء علیٰ نفسه فی مرحلة الإنشاء؛‏‎ ‎‏وذلک لأنّ المأخوذ فی متعلّق التکالیف فی القضایا الحقیقیّة، لابدّ وأن یکون‏‎ ‎‏مفروض الوجود؛ سواء کان من قبیل الوقت الخارج عن القدرة، أو من قبیل‏‎ ‎‏الطهور الداخل تحت القدرة، فلو اُخذ قصد الامتثال قیداً للمأمور به، فلا محالة‏‎ ‎‏یکون الأمر مفروض الوجود، وهذا هو تقدّم الشیء علیٰ نفسه‏‎[4]‎‏. وفی کونه برهاناً‏‎ ‎‏آخر نظر، بل منع.‏


‎[[page 119]]‎وأمّا توهّم :‏ أنّ هذا الوجه یرجع إلی مستحیل آخر؛ وهو اتحاد الموضوع‏‎ ‎‏والحکم‏‎[5]‎‏، فهو فاسد، ولا أریٰ له وجهاً؛ لأنّ الموضوع المأخوذ مفروض الوجود،‏‎ ‎‏لیس هو الأمر حتّیٰ یکون الحکم نفس ذلک الأمر فیتّحدان، بل الموضوع المأخوذ‏‎ ‎‏مفروض الوجود مشتمل علیٰ أجزاء، ومنها: قصد الأمر، فیلزم تقدّم الشیء علیٰ‏‎ ‎‏نفسه، فلاتخلط.‏

أقول :‏ ظاهر هذه التقاریر فی إحداث الإشکال فی المسألة، واضح المنع؛‏‎ ‎‏ضرورة انتقاضه أوّلاً: بأنّ جمیع الفواعل الاختیاریّة، تحتاج فی فاعلیّتها إلیٰ تقدیر‏‎ ‎‏العلل الغائیّة، ولو کانت العلل الغائیّة مترتّبة علی الأفعال الاختیاریّة للزم الدور.‏

وثانیاً :‏ حلّه أنّ ماهو المتقدّم لیس عین ماهو المتأخّر؛ فإنّ ماهو المتقدّم هو‏‎ ‎‏المعنی التصوّری الموجود فی الذهن، وماهو المتأخّر هو المعنی الخارجیّ، فهما‏‎ ‎‏شخصان من الوجود.‏

‏وفیما نحن فیه أیضاً ماهو المتقدّم هو المعنی التصوّری من الأمر، وماهو‏‎ ‎‏المتأخّر هو المعنی الواقعیّ والتصدیقیّ؛ أی کما یلاحظ الحاکم سائر القیود، ویتعلّق‏‎ ‎‏حکمه وأمره بها، کذلک یتصوّر قصد الأمر، وهو لیس إلاّ مفهوماً کسائر القیود‏‎ ‎‏المأخوذة ، ویتعلّق به بعین تعلّقه بالکلّ، وبنفس المقیّد والقید؛ من غیر فرق بینهما.‏

‏هذا، وفی دفع الإشکال الأوّل المربوط بأصل التصوّر نقول : إنّه لا یتوقّف‏‎ ‎‏تصوّر مفهوم «الأمر» بالحمل الأوّلی علی الموضوع؛ لعدم التضایف بینهما، وأمّا فی‏‎ ‎‏مرحلة الجعل والإنشاء، فلا دور وإن کان توقّف فی البین، کما عرفت.‏

خامسها :‏ لزوم تقدّم المتأخّر بالطبع؛ وذلک لأنّ الحکم لیس من العوارض‏‎ ‎‏الخارجیّة، کعوارض الوجود، ولا من العوارض الذهنیّة، کعوارض الماهیّة بما هی‏
‎[[page 120]]‎‏ذهنیّة، بل هو من قبیل عوارض الماهیّة اعتباراً ووهماً‏‎[6]‎‏؛ لأنّ المقصود منه لیس‏‎ ‎‏نفس الإرادة؛ حتّیٰ تکون تکوینیّة، وخارجة عن الإنشاء والجعل؛ وعن قابلیّتها‏‎ ‎‏للإنشاء، وتکون خارجة عن المقولات؛ حسبما عرفت منّا سابقاً‏‎[7]‎‏.‏

‏فعلیٰ هذا، لا تقدّم للموضوع علی الحکم، بل هما معاً، ولا علّیة بینهما، بل‏‎ ‎‏هما معلولا علّة ثالثة . إلاّ أنّ الموضوع ـ بما هو موضوع ـ متقدّم بالطبع علی‏‎ ‎‏الحکم، ولو اُخذ الحکم فیه یلزم تقدّمه علیه، مع تأخّره عنه.‏

‏ولعلّ غرض المستشکلین کان یرجع إلیٰ ذلک؛ لأنّ علّیة الموضوع للحکم،‏‎ ‎‏واضحة المنع وبالعکس، ومعلولیّة کلّ واحد منهما للحاکم المتصوّر، واضحة جدّاً.‏

أقول :‏ ماله المعیّة مع الموضوع، غیر ما هو المتقدّم علیه؛ فإنّ ماهو المتقدّم‏‎ ‎‏علیه، هو المعنی التصوّری العلمیّ الذی لیس إلاّ کسائر الشرائط والقیود، وماهو مع‏‎ ‎‏الموضوع هو الحکم بالحمل الشائع، وهو شخص الأمر المتعلّق بالصلاة.‏

فبالجملة :‏ للحاکم تصویر الصلاة التی أوّلها التکبیر، وآخرها التسلیم،‏‎ ‎‏وتصویر الشرائط والقیود، ومنها : تصویر مفهوم «قصد الأمر» ثمّ بعد ذلک یقوم‏‎ ‎‏ویقول مثلاً: «صلّ مع الطهور، وقصد الأمر، والستر، والقبلة».‏

‏نعم، لو اُرید من «قصد الأمر» المأخوذ، هو المعنی المتأخّر عن شخص الأمر‏‎ ‎‏المتعلّق بالکلّ؛ بأن یرید أخذ قصد الأمر الشخصیّ، لا الطبیعیّ والنوعیّ والمفهومیّ،‏‎ ‎‏فهو ممتنع بالضرورة، وسیأتی إمکانه بالدلیل المنفصل إن شاء الله تعالیٰ‏‎[8]‎‏.‏

‏هذا مع أنّ إمکان قصد الأمر العنوانیّ بالحمل الأوّلی فی المتعلّق، کافٍ لصحّة‏
‎[[page 121]]‎‏التمسّک بالإطلاق، فالامتناع المذکور لایضرّ بالمقصود، فلاتغفل.‏

سادسها :‏ لزوم الجمع بین اللحاظین: الآلیّ، والاستقلالیّ؛ ضرورة أنّ الأمر‏‎ ‎‏آلة البعث؛ ومغفول عنه قهراً، وقصد الأمر قید وملحوظ استقلالاً؛ لاحتیاجه ـ فی‏‎ ‎‏سرایة الأمر إلیه ـ إلی اللحاظ الاستقلالیّ، فلایکون مغفولاً، والشیء الواحد کیف‏‎ ‎‏یکون مغفولاً، وغیر مغفول؟!‏‎[9]‎

‏وأمّا اختلاف الزمانین، فهو وإن کان یثمر لحلّ الإعضال، إلاّ أنّه لا حاجة إلیه‏‎ ‎‏هنا؛ وذلک لأنّ ماهو الملحوظ استقلالاً، هو مفهوم «قصد الأمر» وماهو المغفول عنه‏‎ ‎‏هو الأمر بالحمل الشائع الحاصل من استعمال هیئة الأمر وصیغته، فلایکون الشیء‏‎ ‎‏الواحد مغفولاً وغیر مغفول، فافهم، ولاتکن من الخالطین.‏

سابعها :‏ لزوم الخلف؛ وذلک لأنّ الأمر المتعلّق بالصلاة المتقیّدة بقصد الأمر،‏‎ ‎‏یکون متعلّقه مقیّداً، مع أنّ المفروض لزوم الإتیان بالصلاة بداعی أمرها، فتکون هی‏‎ ‎‏واجبة ومأموراً بها.‏

وبعبارة اُخریٰ :‏ ماهو الواجب والمأمور به هی الصلاة، ولو کانت المقیّدة‏‎ ‎‏بالأمر واجبةً، لزم کونها واجبة بالعرض والمجاز، أو بالأمر الضمنیّ والغیریّ؛ بناءً‏‎ ‎‏علی تصویرهما، وهذا خلف ومخالف للوجدان.‏

أقول :‏ یرد علیه نقض بسائر الأجزاء التحلیلیّة؛ وهی الشرائط والقیود‏‎ ‎‏المأخوذة فی متعلّق الأمر.‏

وحلّه :‏ أنّ ماهو المأمور به هی الصلاة بقصد الأمر، فإذا اشتغل بها قاصداً‏‎ ‎‏الأمر فهو قد أتیٰ بالمأمور به، وإلاّ فلا یسقط الأمر.‏

ودعویٰ :‏ أن الواجب هی الصلاة بدون قید قصد الأمر، خلف دون العکس.‏


‎[[page 122]]‎وإن شئت قلت :‏ الواجب هی الصلاة المقیّدة، ولکنّه إذا تحرّک بالأمر نحوها،‏‎ ‎‏غافلاً عن قصد الأمر، فقد امتثل الأمر وسقط.‏

‏هذا مع أنّ انحلال الأمر إلی الأجزاء التحلیلیّة؛ حتّیٰ تصیر الطبیعة واجبة‏‎ ‎‏بالأمر الضمنیّ‏‎[10]‎‏، محلّ إشکال، فلاتغفل.‏

‏وللعلاّمة صاحب «المقالات» کلام یمشی معه فیکثیر من المباحث الاُصولیّة‏‎ ‎‏والفقهیّة، فتوهّم هنا أیضاً: أنّ ماهو المأمور به هی الحصّة غیر المتقیّدة، ومع ذلک‏‎ ‎‏لیست مطلقة، فما هو الواجب هی الصلاة، مع أنّها لاتسقط بإتیانها علی الإطلاق‏‎[11]‎‏.‏

‏وأنت خبیر بفساده، کما مرّ مراراً توضیحه‏‎[12]‎‏، ولا نطیل بتکراره تفصیلاً.‏

ثامنها :‏ لزوم الجمع بین المتقابلین والمتنافیین؛ وذلک أنّه لاریب فی أنّ‏‎ ‎‏موضوع الحکم، متقدّم فی اللحاظ علیٰ حکمه، وهو متأخّر عنه، کما أنّه لاریب فی‏‎ ‎‏أنّ قصد الامتثال ونحوه، یکون مترتّباً فی وجوده وتحقّقه علیٰ وجود الأمر، الذی‏‎ ‎‏هو متأخّر فی اللحاظ عن الأمر أیضاً، فیکون متأخّراً برتبتین عن موضوع الأمر،‏‎ ‎‏فإذا اُخذ جزءً من موضوع الأمر، أو قیداً فیه، لزم أن یکون الشیء الواحد ـ فی‏‎ ‎‏اللحاظ الواحد ـ متقدّماً فی اللحاظ، ومتأخّراً فیه، وهذا مستحیل‏‎[13]‎‏.‏

أقول :‏ هذا ما أفاده صاحب «المقالات» واتکأ علیه فی المقام، وأنت خبیر‏‎ ‎‏بأنّه إن اُرید الأمر الشخصیّ الذی لم یصدر بعد، فجمیع المحذورات متوجهة،‏‎ ‎‏وتکون المسألة واضحة المنع؛ من غیر حاجة إلی التأمّل والبرهان.‏


‎[[page 123]]‎‏وإن اُرید منه ما اُرید من سائر القیود، کالستر والاستقبال والطهور؛ ممّا لیس‏‎ ‎‏موجوداً حال الأمر، وتعلّق الأمر بإیجاد الطبیعة المتقیّدة بها، مع عدم کونها خارجة‏‎ ‎‏عن الاختیار، ومع عدم لزوم کون المکلّف حال الأمر واجداً لهذه الشرائط والقیود‏‎ ‎‏ـ وإن کان من الشرائط ماهو خارج عن الاختیار، کالوقت مثلاً ـ فهذا أیضاً ممکن‏‎ ‎‏لحاظه؛ من غیر لزوم إشکال وامتناع فی مرحلة الجعل والإنشاء.‏

‏وأمّا لزوم الإشکال فی مرحلة الامتثال، فهو أمر آخر سیأتی تفصیله‏‎[14]‎‏.‏

‏ولعمری، إنّ المسألة لمکان عدم اتضاح المراد منها، وقعت مصبّ النفی‏‎ ‎‏والإثبات، وإلاّ إذا کان المقصود معلوماً فطرفاها من البدیهیّات. وممّا یؤسف له أنّ‏‎ ‎‏مثل هذا الخلط فی محلّ التشاحّ والنزاع، کثیر الدور فی المسائل العلمیّة، فلاتغفل.‏

تاسعها :‏ لو أمکن أخذ قصد الأمر والامتثال فی متعلّق الحکم، لأمکن أخذ‏‎ ‎‏العلم بالحکم فی متعلّقه، وحیث یکون الثانی مستحیلاً، فکذلک الأوّل؛ وذلک لأنّ‏‎ ‎‏وجه الامتناع لزوم الدور، وسرّ لزوم الدور: أنّه من الانقسامات اللاحقة بالحکم، فی‏‎ ‎‏مقابل سائر القیود التی هی من الانقسامات السابقة علی الحکم، ککون الصلاة فی‏‎ ‎‏مکان کذا، وزمان کذا، وفی وضع کذا، وهکذا، وقصد الأمر من تلک الانقسامات‏‎ ‎‏بالضرورة، فهو أیضاً یمتنع‏‎[15]‎‏.‏

‏وفیه : ـ مضافاً إلی أنّ ذلک لیس وجهاً علیٰ حدة، بل تقریب لتثبیت الدور ـ‏‎ ‎‏أنّ العلم وقصد الأمر من تلک الانقسامات؛ إذا کان المراد ماهو العلم بالحمل الشائع‏‎ ‎‏وماهو قصد الأمر بعد تحقّقه وجعله ووجوده، ومن الانقسامات السابقة علی الحکم،‏‎ ‎‏إن کان المراد منها عنوانهما ومفهومهما بالحمل الأوّلی، وعند ذلک لایلزم إشکال.‏

‏نعم، لامعنیٰ لأخذ عنوان «العلم بالحکم» فی الموضوع؛ لأنّ المراد هو‏
‎[[page 124]]‎‏مصداقه، بخلاف قصد الأمر؛ فإنّ المراد هو أخذ عنوانه، حتّیٰ یکون الأمر باعثاً إلیه‏‎ ‎‏إذا تحقّق، فلا معنیٰ للمقایسة بین العلم وقصد الأمر فی المقام، فلاتخلط.‏

‏وربّما یخطر بالبال أن یقال : بأنّ أخذ قصد الأمر الشخصیّ، غیر ممکن؛ لأنّ‏‎ ‎‏الأمر ـ بوجوده الشخصیّ ـ متأخّر عن تصوّر الموضوع، مع أنّه لابدّ من تصویر‏‎ ‎‏الموضوع حتّیٰ یمکن ترشّح الإرادة؛ ویمکنَ الأمر به والبعث إلیه.‏

‏ولکنّه إذا کان ذات الصلاة مثلاً متصوّرة، وکانت هی ذات مصلحة باعثة إلی‏‎ ‎‏الأمر بها، فإذا تصدّی الآمر للأمر بها، وخاطب المکلّفین بقوله: «صلّوا» فبدا له فی‏‎ ‎‏أن یزید فیها قیداً آخر؛ لأنّ المصلحة تکون قائمة بالمقیّدة، فزاد فی کلامه وقال:‏‎ ‎‏«صلّوا مع قصد هذا الأمر المتعلّق بها» فإنّه عند ذلک یدعو إلی المقیّد، وقد اُخذ‏‎ ‎‏القصد فی متعلّق الأمر الشخصیّ، ولکنّه تصویر ممتنع فی حقّ الشارع المقدّس جلّ‏‎ ‎‏وعلا، وممکن فی حقّنا.‏

عاشرها :‏ لازم التقیید بداعی الأمر، هو لزوم عدمه من وجوده؛ وذلک لأنّ‏‎ ‎‏أخذ الإتیان بداعی الأمر فی متعلّق الأمر، یقتضی اختصاص ما عداه بالأمر، وقد‏‎ ‎‏تبیّن فی محلّه: أنّ الأمر لایدعو إلاّ إلی متعلّقه، وهذا مساوق لعدم أخذه فیه؛ إذ لا‏‎ ‎‏معنیٰ لأخذه فیه إلاّ تعلّق الأمر بالمجموع من الصلاة، والإتیان بداعی الأمر، فیلزم‏‎ ‎‏من أخذه فیه عدم أخذه فیه، وما یلزم من وجوده عدمه محال‏‎[16]‎‏.‏

أقول :‏ هذا ما سطّره العلاّمة المحشّی ‏‏رحمه الله‏‏ وفیه ما لا یخفیٰ؛ فإنّ قید الإتیان‏‎ ‎‏بقصد الأمر، من القیود الراجعة إلی المادّة بحسب الثبوت، فلا معنی لتعلّق الهیئة فی‏‎ ‎‏مقام الاستعمال والإنشاء، بغیر ما تصوّره المقنّن، ولا وجه لدعوة الأمر إلیٰ غیر ما‏‎ ‎‏یتعلّق به؛ وهو المقیّد، فالاقتضاء المزبور فی کلامه ممنوع.‏

‏وهذا أیضاً لیس من الوجوه المستقلّة فی المسألة، کما هو الظاهر.‏

‎ ‎

‎[[page 125]]‎

  • )) لاحظ حاشیة کفایة الاُصول، المشکینی 1: 357.
  • )) لاحظ منتهی الاُصول 1: 129 ـ 132.
  • )) درر الفوائد، المحقّق الحائری: 94.
  • )) أجود التقریرات 1: 106 ـ 108.
  • )) محاضرات فی اُصول الفقه 2: 155 ـ 157.
  • )) نهایة الدرایة 1: 323 ـ 324.
  • )) تقدّم فی الصفحة 40 ـ 42 .
  • )) یأتی فی الصفحة 123 ـ 125 .
  • )) نهایة الاُصول: 112.
  • )) محاضرات فی اُصول الفقه 2: 167.
  • )) بدائع الأفکار (تقریرات المحقّق العراقی) الآملی 1: 228.
  • )) تقدّم فی الجزء الأوّل : 215 ـ 216 .
  • )) بدائع الأفکار (تقریرات المحقّق العراقی) الآملی 1: 229 ـ 231.
  • )) یأتی فی الصفحة 126 ـ 133 .
  • )) لاحظ فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 1: 149.
  • )) نهایة الدرایة 1: 327.

انتهای پیام /*