المقصد الثانی فی الأوامر

إیقاظ فیه برهان علیٰ تعدّد الأمر

الموقف الثانی : فی إجزاء الاضطراریّ عن الواقعیّ وتمام الکلام هنا یستدعی ذکر اُمور : / الفصل الخامس فی الإجزاء

کد : 163036 | تاریخ : 03/09/1385

إیقاظ : فیه برهان علیٰ تعدّد الأمر

‏ ‏

ولایخفیٰ علیک :‏ أنّ الالتزام بالعصیان فی تفویت المائیّة، لایمکن إلاّ‏‎ ‎‏برجوعه إلیٰ عصیان الأمر النفسیّ، ولایکون الأمر المتوجّه إلی الطهارة نفسیّاً‏‎ ‎‏بالضرورة، فیکون الأمر بالطبیعة ساقطاً، ثمّ بعد عصیانه یوجد الأمر الآخر متوجّهاً‏‎ ‎‏إلیها مع الترابیّة، فقوله تعالیٰ: ‏‏«‏فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَیَمَّمُوا صَعِیدَاً طَیِّبَاً‏»‏‎[1]‎‏ إشارة إلیٰ‏‎ ‎‏أنّه صلِّ مع المائیّة، وإن لم یوجد الماء، أو وجد واُریق، فصلّ مع الترابیّة فهناک‏‎ ‎‏أمران:‏

أحدهما :‏ متوجّه إلی المطلوب الأعلیٰ.‏

وثانیهما :‏ إلی الأدنیٰ بعد الاضطرار إلیه، وعدم التمکّن من الإتیان بالأوّل‏‎ ‎‏فافهم وتأمّل.‏

‏ثمّ إنّ الإشکال المتوجّه إلی الترتّب‏‎[2]‎‏، لا یتوجّه إلیٰ هذه المسألة؛ لاختلاف‏‎ ‎‏وقتهما، فإنّ وقت المهمّ والأهمّ هناک واحد، بخلاف وقت الاضطراریّ والاختیاریّ.‏

‏هذا مع أنّ فقدان الماء فی أوّل الوقت، یستلزم ـ حسب الأدلّة ـ تعیّن الأمر‏‎ ‎‏وفعلیّته، فلا یکون شرطه عصیان الأهمّ، بخلاف باب الترتّب، فلاتخلط.‏

‏فالمحصول ممّا قدّمناه : أنّ الإجزاء لایکون إلاّ برفع الید عمّا هو المطلوب‏‎ ‎‏الأعلیٰ حفاظاً علی مصالح اُخر.‏

وأمّا دعویٰ :‏ أنّه یمکن بالحکومة؛ بأن یکون دلیل الواقعیّ الثانویّ، متکفّلاً‏
‎[[page 284]]‎‏لتنزیله منزلة الواقعیّ الأوّلی‏‎[3]‎‏، فهی غیر مسموعة؛ لأنّ تلک الدعویٰ لاتکون إلاّ‏‎ ‎‏بعد سقوط الطلب الجدّی الأوّلی ثبوتاً، وهی کاشفة عنه إثباتاً.‏

‏وأمّا توهّم الإجزاء؛ لأجل استیفاء المصلحة الأعلیٰ بالاضطراریّة‏‎[4]‎‏، فهو‏‎ ‎‏باطل؛ للزوم جواز تبدیل الحال اختیاراً. مع أنّ مفهوم الإجزاء شاهد علیٰ فرض أنّ‏‎ ‎‏المأتیّ به أقلّ ملاکاً من المطلوب الأوّلی.‏

‎ ‎

‎[[page 285]]‎

  • )) النساء (4): 43، المائدة (5): 6.
  • )) کفایة الاُصول: 166.
  • )) لاحظ نهایة الأفکار 1: 234.
  • )) فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 1: 244 ـ 245.

انتهای پیام /*