المقصد الرابع فی المفاهیـم

الجهة الثالثة : فی أنّ المقصود نفی سنخ الحکم لا شخصه

کد : 163069 | تاریخ : 23/12/1385

الجهة الثالثة : فی أنّ المقصود نفی سنخ الحکم لا شخصه

‏ ‏

‏لاشبهة فی انتفاء شخص الحکم بانتفاء موضوعه، ولا شبهة فی أنّ انتفاء‏‎ ‎‏موضوع الحکم بانتفاء وحدته، ولا شبهة فی أنّ تلک الوحدة تختلّ بانتفاء الکلّ، أو‏‎ ‎‏الجزء، أو القید الداخل فی الموضوع تقیّداً، والخارج عنه قیداً.‏

‏نعم، ربّما یتوهّم بقاء الحکم الشخصیّ؛ بقیام علّة اُخریٰ مقام العلّة الاُولیٰ‏‎ ‎‏التی استتبعت ذلک الحکم. ولکنّه علیٰ تقدیر تمامیّته لایکون من الاختلال فی‏‎ ‎‏موضوعه، بل هو من التبادل فی علّة الحکم، وأنّها کانت واسطة فی الثبوت، دون‏‎ ‎‏العروض.‏

مثلاً :‏ إذا قال المولیٰ «أکرم زیداً لمجیئه» فإنّ وجوب الإکرام یمکن أن یبقیٰ‏‎ ‎‏لعلّة اُخریٰ عند انتفاء المجیء، بخلاف ما إذا رجعت القضیّة إلیٰ أنّ زیداً الجائی‏‎ ‎‏موضوع الحکم، فإنّه لایعقل بقاء الإرادة المتشخّصة بالمتعلّق والمراد، مع تبدّل‏‎ ‎‏المراد وتغیّره فی عالم تعلّق الإرادة التشریعیّة.‏

فبالجملة :‏ انتفاء الحکم الشخصیّ عند انتفاء القید ضروریّ، وعدم ثبوت‏‎ ‎‏الحکم الشخصی عند عدم ثبوت العلّة الاُولیٰ قطعیّ، فإنّه لایجب إکرامه عند عدم‏‎ ‎‏مجیئه رأساً. فهذان نحوان من الانتفاء عند الانتفاء ممّا لا کلام فیهما، ولیسا مورد‏‎ ‎‏النزاع والبحث فی فنّ المفاهیم.‏

‏والذی هو المقصود فی المقام للباحثین؛ مسألة انتفاء سنخ الحکم بانتفاء‏‎ ‎‏القید، وأنّ زیداً محکوم بعدم الإکرام ولو أتیٰ بآلاف من جهات اُخریٰ موجبة‏‎ ‎‏للإکرام؛ ضرورة أنّ قضیّة المفهوم هو أنّ المجیء علّة تامّة منحصرة، فلایجب إکرامه‏
‎[[page 11]]‎‏عند عدم المجیء، وأنّ زیداً لیس قابلاً لأن یکون محکوم الوجوب بجهة اُخریٰ من‏‎ ‎‏الجهات والمقتضیات.‏

‏فعلیٰ هذا من یدّعی المفهوم یرید ذلک، ومن ینکره یرید جواز کون زید مورد‏‎ ‎‏الإیجاب؛ لعلّة اُخریٰ.‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 12]]‎

انتهای پیام /*