التنبیه الثانی : حول اشتمال الجملة الشرطیّة علی العلّة المصرّح بها
إذا کانت الجملة الشرطیّة أو کلّ ما کان مثلها ـ فی أنّ أخذ المفهوم منها منوط بإثبات العلّیة والانحصار ـ مشتملة علی العلّة المصرّح بها، کقوله: «إن جاءک زید فأکرمه؛ لأنّه عالم» فإن قلنا بأنّ المفهوم یستفاد من الدلالة الوضعیّة للأداة أو
[[page 50]]للهیئة، فتلزم المجازیة بنفی المفهوم، کما لایثبت المفهوم بمقدّمات الإطلاق. ومن ذلک آیة النبأ، فإنّ فیها تعلیل الحکم بلزوم التبیّن بقوله تعالیٰ مثلاً : «تُصِیبُوا قَوْمَاً بِجَهَالَةٍ».
ومن الممکن دعویٰ : أنّ ظهور المقدّم فی العلّیة مع ظهور حرف التعلیل فیها، یجتمعان فی أنّ العلّة هو المجیء والعلم معاً، ویثبت الانحصار بمقدّمات الإطلاق علی القول بها. إلاّ أنّها دعویٰ بلا بیّنة ولا برهان، ولایساعدها العرف ولا الوجدان، فیکون المجیء توطئة فی القضیّة من غیر دخالة له فیها، ویکون تمام العلّة هو العلم، فافهم وانتظر.
[[page 51]]