المقصد الرابع فی المفاهیـم

المرحلة الاُولیٰ : فی تشخیص مصبّ التعارض

کد : 163086 | تاریخ : 06/12/1385

المرحلة الاُولیٰ : فی تشخیص مصبّ التعارض

‏ ‏

‏فی أنّ التعارض المتراءیٰ بینهما هل یکون بین مفهوم کلّ مع منطوق الآخر،‏‎ ‎‏أم یکون بین المنطوقین، أم اختلاف المبانی یوجب اختلافاً فی ذلک؟‏

‏قال الوالد المحقّق ـ مدّظلّه : «الظاهر هو الثانی علیٰ جمیع المبانی فی‏‎ ‎‏استفادة المفهوم:‏

‏فعلیٰ کون الدلیل هو التبادر أو الانصراف، فالتنافی بین المنطوقین واضح؛‏‎ ‎‏لأنّه یرجع القضیّة کأنّها إلی الصراحة: بأنّ العلّة المنحصرة للقصر هو خفاء الأذان.‏

‏وعلی کون الدلیل هو الإطلاق، فیقع التعارض بین أصالتی الإطلاق فی‏‎ ‎‏الجملتین»‏‎[1]‎‏ انتهیٰ.‏

أقول :‏ قد عرفت فیما مضیٰ فی التنبیه السابق: أنّ بعد ثبوت الإطلاق، وأخذ‏‎ ‎‏المفهوم، وبعد قابلیّته للتقیید عرفاً مع الغفلة عن حال المنطوق، یکون مرجع التقیید‏‎ ‎‏هو إطلاق المفهوم حسب العرف؛ وإن کان یرجع إلیٰ تقیید المنطوق حقیقة حسب‏‎ ‎‏الصناعة‏‎[2]‎‏. هذا أوّلاً.‏

وثانیاً :‏ للقائل بالتبادر والانصراف إنکار المفهوم عند تعدّد الشرط، وکأنّه‏‎ ‎‏یریٰ أن المتبادر من الأداة الشرطیّة أو الهیئة انحصار العلّة حقیقة، فلو تبیّن ثبوت‏‎ ‎‏العلّة الاُخریٰ للمحمول فی التالی، تبیّن سقوط تبادره وانصرافه. ولا یقول بتبادر‏‎ ‎‏الانحصار من مجموع العلّتین، أو انصرافه منهما، فربّما تختلف المسالک علی‏‎ ‎‏اختلاف المبانی، فینکر المفهوم رأساً من کان یستند فی إثباته إلیٰ مثل التبادر‏‎ ‎‏والانصراف.‏


‎[[page 56]]‎‏نعم، علی القول بالإطلاق فلاتختلف المسالک فی تقریب الإطلاق؛ لإمکان‏‎ ‎‏تقییدها بمقدار الدلیل المقیّد، فلاحظ.‏

وبالجملة :‏ یمکن أن یختلف باختلاف المبانی.‏

‏نعم، إن کان من یدّعی التبادر أو الانصراف، یقول بتبادر العلّة التامّة‏‎ ‎‏المنحصرة الأعمّ من الانحصار الحقیقیّ والإضافیّ، أو بانصرافها إلیه، فلابدّ من‏‎ ‎‏اختیار المفهوم لنفی علّیة الأمر الثالث والخصوصیّة الثالثة.‏

‏فما ربّما یتوهّم : من أنّ تقیید المنطوق بعد کون مفاده العلّة المنحصرة الأعمّ‏‎ ‎‏من الانحصار الحقیقیّ أو الإضافیّ، لایرجع إلیٰ محصّل؛ لأنّ قضیّة دعوی‏‎ ‎‏التبادر والانصراف ومقتضی الإطلاق ـ حسب کلّ قضیّة شرطیّة ـ هو الانحصار‏‎ ‎‏الأعمّ، ولکنّه إذا لم یکن فی البین علّة ثانیة فهو حقیقیّ، وإذا کان هناک علّة ثانیة‏‎ ‎‏فهو إضافیّ.‏

‏ولکن بعد اللتیّا والتی، الدعوی المزبورة وهی تبادر المعنی الأعمّ من‏‎ ‎‏الحقیقیّ والإضافیّ، مشکلة جدّاً، بخلاف الانصراف؛ ضرورة أنّ الموضوع له لابدّ‏‎ ‎‏وأن یکون فارغاً من الأمر المردّد، فتأمّل تعرف.‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 57]]‎

  • ))مناهج الوصول 2 : 189 ـ 190، تهذیب الاُصول 1 : 433 .
  • ))تقدّم فی الصفحة 52 .

انتهای پیام /*