المقصد الرابع فی المفاهیـم

وهم ودفع : حول سقوط البحث هنا بناءً علی إشکال الرضیّ علی الاستثناء

کد : 163141 | تاریخ : 11/10/1385

وهم ودفع : حول سقوط البحث هنا بناءً علی إشکال الرضیّ علی الاستثناء

‏ ‏

‏حکی‏‎[1]‎‏ عن نجم الأئمّة  ‏‏رحمه الله‏‎[2]‎‏ أنّه استشکل فی «إلاّ» التی للاستثناء من‏‎ ‎‏الحکم السابق إخباریّاً کان أو إنشائیّاً: بأنّ فی ذلک نوع مناقضة فی الکلام، فإنّه‏‎ ‎‏کیف یعقل إثبات الحکم ثمّ رفعه، أو رفع الحکم ثمّ إثباته؟! فلا تکون لفظة «إلاّ» إلاّ‏‎ ‎‏بمعنیٰ «غیر» ولایستثنیٰ من الحکم شیء، بل هو من قیود الموضوع، فکما إذا قیل:‏‎ ‎‏«العلماء إلاّ الفسّاق کذا» لیس هو استثناء من الحکم، بل هو قید الموضوع، کذلک‏‎ ‎‏فیما إذا تأخّر عن الحکم.‏

‏فعلیٰ هذا یسقط البحث هنا؛ لأنّ استفادة الحصر ـ حسبما تحرّر ـ منوطة‏‎ ‎‏بکون الجملة الاستثنائیّة مشتملة علیٰ «إلاّ» التی للاستثناء من الحکم الثابت‏‎ ‎‏للمستثنیٰ منه، وإذا صحّ ذلک فلایبقیٰ محلّ للبحث المزبور.‏

أقول :‏ الخلط بین الأحکام الإنشائیّة والإرادات الاستعمالیّة، وبین الأحکام‏‎ ‎‏الجدّیة والإرادات الواقعیّة، أوجب الوهم المزبور؛ ضرورة أنّ فی قولک: «جاءنی‏‎ ‎‏القوم إلاّ زیداً» إخباراً حقیقیّاً واستعمالیّاً، وما هو یشمل المستثنیٰ هو الثانی‏‎ ‎‏دون الأوّل.‏


‎[[page 165]]‎إن قلت :‏ لایعقل الاستثناء المطلق؛ وذلک لأنّ الحکم الإنشائیّ والإرادة‏‎ ‎‏الاستعمالیّة باقیة علیٰ حالها بعد الاستثناء، وأمّا الحکم الواقعیّ والإرادة الجدّیة فهی‏‎ ‎‏غیر شاملة من الأوّل، فلایتعقّل حقیقة الاستثناء لأجل ذلک، لا لأجل ما یستظهر من‏‎ ‎‏ظاهر عبارة نجم الأئمّة ‏‏رحمه الله‏‏.‏

قلت :‏ هذا السنخ من الشبهة والإشکال، متوجّه إلیٰ حدیث الرفع‏‎[3]‎‎ ‎‏والاستثناء بالمنفصل، والجواب الجواب، فإنّ المقصود منه واضح؛ وهو أنّه لولا‏‎ ‎‏کلمة الاستثناء ـ متصلة کانت، أو منفصلة ـ کان مقتضیٰ أصالة الجدّ والتطابق‏‎ ‎‏وجوب إکرام الکلّ، فالاستثناء فی الحقیقة معناه أنّه لولاه لکان المستثنیٰ منه یشمل‏‎ ‎‏مورد الاستثناء، وأمّا الاستثناء الحقیقیّ فهو من النسخ، بل هو غیر معلول، ولعلّ إلیه‏‎ ‎‏یرجع نظره ‏‏قدس سره‏‏فافهم واغتنم.‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 166]]‎

  • ))فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 2 : 505 .
  • ))شرح الکافیة 1 : 224 ـ 226 .
  • ))الفقیه 1 : 36 / 132 ، وسائل الشیعة 7 : 293 کتاب الصلاة، أبواب قواطع الصلاة، الباب 37، الحدیث 2 .

انتهای پیام /*