المقصد الرابع فی المفاهیـم

ثالثها : حول مجازیّة تقیید مفهوم الحصر وعدمها

کد : 163150 | تاریخ : 02/10/1385

ثالثها : حول مجازیّة تقیید مفهوم الحصر وعدمها

‏ ‏

‏قد عرفت فی مطاوی بحوثنا: أنّ قضیّة انحصار الحکم فی جانب المستثنیٰ‏‎ ‎‏منه بالموضوع المذکور فیه، انتفاء الحکم فی ناحیة المستثنیٰ، ومقتضیٰ ذلک أیضاً‏‎ ‎‏انحصار الحکم فی ناحیة المستثنیٰ بالموضوع المذکور فیه أیضاً، فیکون مثلاً مفاد‏‎ ‎«لا تعاد الصلاة إلاّ من خمس»‎[1]‎‏ أنّ موضوع عدم الإعادة جمیع أجزاء الصلاة‏‎ ‎‏وشرائطها إلاّ الخمسة، وأمّا الخمسة فهی موضوعة للإعادة، ولیس للإعادة‏‎ ‎‏موضوع آخر. وهذا هو مقتضی الانحصار المذکور فی جانب المستثنیٰ منه بعد‏‎ ‎‏تقابل الحکمین فی المستثنیٰ والمستثنیٰ منه.‏

‏إذا تبیّن ذلک، فهل فی صورة ورود المقیّد والمخصّص تلزم المجازیّة‏‎ ‎‏والادعاء، أوتقع المعارضة ویلزم الرجوع إلی الأخبار العلاجیّة، أم یجمع بینهما؛‏‎ ‎‏لإمکانه عرفاً؟‏

‏وجوه یتعیّن الأخیر منها؛ وذلک لأنّ کلمة الاستثناء لیست لإفادة الحصر‏‎ ‎‏الحقیقیّ، بل هی تفید ذلک عند عدم القرینة، فلو ورد : «ما جاءنی القوم والشعراء‏‎ ‎‏إلاّ زید» فهو یفید الحصر بالنسبة إلی الطائفة الثالثة.‏

وتوهّم :‏ أنّها لإفادة الحصر الحقیقیّ، ویکون فی المثال ماهو الموضوع عنواناً‏‎ ‎‏واحداً یجمع الطائفتین، فی غیر محلّه إنصافاً، بل فی المثال یکون الموضوع‏‎ ‎‏متعدّداً، فلاتفید أداة الاستثناء إلاّ الحصر الإضافیّ من غیر لزوم المجازیّة، فبذلک‏
‎[[page 180]]‎‏تنحلّ مشکلة قاعدة ‏«لا تعاد...»‏ التی حرّرناها فی بحوثها‏‎[2]‎‏، وهکذا التعارض‏‎ ‎‏المتوهّم بین قوله ‏‏صلی الله علیه و آله وسلم‏‏: ‏«لا صلاة إلاّ بفاتحة الکتاب»‎[3]‎‏ و ‏«لا صلاة إلاّ‎ ‎بطهور»‎[4]‎‏ وغیر ذلک.‏

‏هذا مع أنّک قد عرفت: أنّ هذا الکلام مبنیّ علی الادعاء‏‎[5]‎‏، وعندئذٍ لا مانع‏‎ ‎‏من تعدّد المقوّم الادعائیّ، فتکون الصلاة بعد ذلک مقوَّمة بالطهور، وبالفاتحة،‏‎ ‎‏وبالقیام، وبتکبیرة الافتتاح.‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 181]]‎

  • ))تقدّم  فی الجزء الثالث : 375 ـ 376 .
  • ))رسالة فی قاعدة «لاتعاد» للمؤلّف قدس سره (مفقودة) .
  • ))تقدّم فی الصفحة 170 .
  • ))تقدّم فی الصفحة 170 .
  • ))تقدّم فی الصفحة 170 ـ 171 .

انتهای پیام /*