المقصد السادس فی المطلق والمقیّد

الأمر الأوّل : عدم استلزام التقیید للمجازیّة

کد : 163265 | تاریخ : 08/06/1385

الأمر الأوّل : عدم استلزام التقیید للمجازیّة

‏ ‏

‏إنّ المجازیّة کما لیست لازمة لمقالة المتأخّرین، لاتلزم علیٰ مقالة القدماء؛‏‎ ‎‏ضرورة أنّهم إن أرادوا من «الإطلاق فی مرحلة الوضع» ما نلتزم به، کما أبدعناه‏‎ ‎‏وشرحناه، فالأمر واضح.‏

‏وإن أرادوا منه أنّ اللفظ موضوع لحالة السریان والشمول والشیوع، فهو أیضاً‏‎ ‎‏لایلازم المجازیّة؛ لأنّ المراد الاستعمالیّ غیر المراد الجدّی، کما تحرّر فی‏‎ ‎‏العمومات اللفظیّة‏‎[1]‎‏.‏

‏نعم، یلزم المجازیّة لابمعنی استعمال اللفظ فی غیر ما وضع له، بل بمعنی‏‎ ‎‏استعمال اللفظ فی الموضوع له وعدم کونه مراداً جدّیاً ومقصوداً واقعیّاً، فما فی‏‎ ‎‏کلمات المتأخّرین من استلزام المجازیّة‏‎[2]‎‏ تارة، وعدم الاستلزام‏‎[3]‎‏ اُخریٰ، غیر‏‎ ‎‏واقع فی محلّه، أو محمول علیٰ ما فصّلناه.‏

‏نعم، عن العلاّمة النهاوندیّ إنکار المجازیّة ولو اُرید من المطلق المقیّد‏‎ ‎‏بخصوصیّته؛ توهّماً أنّ المطلق عین المقیّد‏‎[4]‎‏.‏

‏ولایخفیٰ ما فیه من الخلط بین مقام الوضع والحمل فتدبّر. نعم یمکن تصویره‏‎ ‎‏علیٰ وجه یکون الموضوع له خاصّاً فی أسماء الأجناس.‏

إن قلت :‏ لاتلزم المجازیّة فی تقیید الأعلام الشخصیّة والمعانی الحرفیّة؛ لأنّ‏
‎[[page 417]]‎‏الموضوع له فی ناحیة المطلق، لا إطلاق له علیٰ وجه یستلزم تقییده المجازیّة‏‎[5]‎‏.‏

قلت :‏ أمّا فی الأعلام الشخصیّة فلأحد دعویٰ؛ أنّ الموضوع له ذو حالة‏‎ ‎‏ساریة، ویکون لفظ «زید» موضوعاً لمعنیٰ أعمّ من طروّ العلم والجهل، فاستعمال‏‎ ‎‏لفظة «زید» فی الشخص العالم یلازم المجازیّة إذا کان المراد من الأعمّ هو‏‎ ‎‏اللابشرط القسمیّ.‏

‏وأمّا فی المعانی الحرفیّة، فبناءً علیٰ کون الموضوع له فیها العامّ فالأمر‏‎ ‎‏واضح، وعلیٰ أنّه الخاصّ فالتقیید خلاف الوضع، إلاّ أنّ معنیٰ ذلک هو أنّ الموضوع‏‎ ‎‏له فی مثل هیئة «افعل» هو الإطلاق، فاستعماله فی الواجب المشروط والمقیّد نوع‏‎ ‎‏من المجاز، فما قیل من خروج هذه الاُمور عن حریم البحث فی المقام‏‎[6]‎‏، غیر تامّ.‏

وبعبارة اُخریٰ :‏ من یدّعی فی المعانی الحرفیّة أنّ الموضوع له مطلق، والتقیید‏‎ ‎‏مجاز، لایرید من «الإطلاق» مصطلح باب المطلق والمقیّد، بل یرید مصطلح الأوامر‏‎ ‎‏والنواهی والمفاهیم کما مرّ‏‎[7]‎‏، وعندئذٍ یکون التقیید والاستعمال فی الوجوب‏‎ ‎‏المشروط من المجاز عنده، فلیتدبّر جیّداً.‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 418]]‎

  • ))تقدّم فی الصفحة 219 ـ 220 .
  • ))فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 2 : 576 ـ 577 ، نهایة الاُصول : 379 ـ 380 .
  • ))محاضرات فی اُصول الفقه 5 : 374 .
  • ))تشریح الاُصول : 253 ـ 256 .
  • ))أجود التقریرات 1 : 521 ـ 522 و 533 .
  • ))أجود التقریرات 1 : 521 ـ 522 .
  • ))تقدّم فی الصفحة 400 .

انتهای پیام /*