المقصد السادس فی المطلق والمقیّد

الصورة الثالثة

کد : 163320 | تاریخ : 16/04/1385

الصورة الثالثة :

‏ ‏

‏إذا کان المطلق مقروناً بذکر السبب، والمقیّد غیر مقرون، أو بالعکس،‏‎ ‎‏لایحمل، وتصیر النتیجة مثل الصورة الاُولیٰ، مثلاً إذا ورد «أعتق الرقبة» ثمّ ورد «إن‏
‎[[page 499]]‎‏أفطرت أعتق الرقبة المؤمنة» أو ورد «إنّ النظر إلیٰ وجه العالم واجب» ثمّ ورد‏‎ ‎‏«انظر إلیٰ وجه العالم إذا مرضت» فإنّه ـ حسبما صرّحوا به ـ لایحمل المطلق علی‏‎ ‎‏المقیّد؛ لأجل الدور‏‎[1]‎‏، أو لأجل أنّ المطلق حجّة فی موارد عدم تحقّق سبب‏‎ ‎‏المقیّد، ولایجوز رفع الید عنها إلاّ بالحجّة، وهی منتفیة؛ لأنّ مقتضیٰ حمل المطلق‏‎ ‎‏علی المقیّد رفع الید عنه بدونها‏‎[2]‎‏، کما لایخفیٰ.‏

أقول :‏ هناک تفصیل؛ وهو أنّه لو فرضنا صدور المطلق غیر مقرون بذکر‏‎ ‎‏السبب نحو «أعتق الرقبة» و «اذبح الشاة» وصدور المقیّد مقروناً بذکر السبب نحو‏‎ ‎‏«إن ظاهرت أعتق المؤمنة» و «إن جامعت فی الحجّ فاذبح السمینة» مثلاً فهناک‏‎ ‎‏إطلاقان وتقییدان:‏

‏الإطلاق من ناحیة عدم کون الحکم فی الأوّل مشروطاً.‏

‏والثانی من ناحیة أنّ موضوع الحکم بلا قید.‏

‏والتقییدان یظهران منهما.‏

‏فإذا نظرنا إلی الإطلاق والتقیید الأوّل، فلایبعد تعیّن حمل المطلق علی‏‎ ‎‏المقیّد، کما إذا ورد الأمر بالحجّ، ثمّ ورد الأمر به عند الاستطاعة، أو الأمر بالصلاة‏‎ ‎‏یوم الجمعة، ثمّ ورد الأمر بها مع الإمام العادل، فإنّه لمکان ظهور الأمرین فی‏‎ ‎‏صِرْف الوجود وفی محطّ الکلام ـ وهی الأوامر الإلزامیّة ـ یکون حمل المطلق علی‏‎ ‎‏المقیّد أقرب الوجوه. فإذا کان للمطلق سبب یلزم اندراج هذه الصورة فیما سبق من‏‎ ‎‏الصورة الثانیة، وما یتعلّق بها من الأحکام الماضیة والمناقشات المزبورة.‏

فبالجملة تحصّل :‏ أنّ الإطلاق من ناحیة عدم ذکر السبب یستلزم التقید من‏
‎[[page 500]]‎‏هذه الناحیة، فیخرج عن مفروض البحث، وهو الواضح.‏

‏ ‏

بقی شیء : وهوفرض العلم الخارجیّ بعدم التقیید من ناحیة عدم ذکر السبب

‏ ‏

‏وهو إذا فرضنا العلم الخارجیّ بعدم التقیید من هذه الناحیة، فمعنیٰ ذلک‏‎ ‎‏یرجع إلی العلم بتعدّد الأمر التأسیسیّ، مع کون النسبة بین متعلّقی الأمر عموماً‏‎ ‎‏مطلقاً، وهذا أیضاً غیر ممکن، وتصیر النتیجة ما مرّ أیضاً من الأخذ بأحدهما: إمّا‏‎ ‎‏المطلق بإسقاط السبب، وهو خلاف ظهور القضیّة الشرطیّة فی السببیّة، أو الأخذ‏‎ ‎‏بالمقیّد بحمل المطلق علیه، وهو أهون، فلایبقیٰ وجه لتوهّم الدور وغیر ذلک؛ لأنّ‏‎ ‎‏المطلق حینئذٍ لایکون حجّة حتّیٰ لایجوز رفع الید عنه بدون الحجّة.‏

وإن شئت قلت :‏ إنّ فی صورة عدم الابتلاء بالسبب، لابدّ من امتثال الإطلاق،‏‎ ‎‏ولو لم یمتثل وابتلی بالسبب المفروض فأفطر یلزم ما مرّ، وقد عرفت علاجه‏‎ ‎‏ومحتملاته، فلانعید‏‎[3]‎‏.‏

‏ ‏

بقی شیء آخر : وهو ما إذا کان القید غیر مقرون بذکر السبب

‏ ‏

‏فإنّه من هذه الناحیة له الإطلاق، فیقیّد بدلیل القید، ویلزم منه سرایة قیده إلی‏‎ ‎‏المطلق المقرون بذکر السبب، فیعطیٰ کلّ واحد منهما قید بالآخر.‏

فبالجملة :‏ ینتفی الدور المذکور فی التقریرات؛ لأجل أن العلم بوحدة‏‎ ‎‏التکلیف فی ناحیة المتعلّق، ناشئ من کون النسبة بین المتعلّقین عموماً مطلقاً کما‏‎ ‎‏لایخفیٰ، لا من جهة اُخریٰ کما فی کلامه، فراجع‏‎[4]‎‏.‏

‎ ‎

‎[[page 501]]‎

  • ))أجود التقریرات 1 : 537، فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی2: 580.
  • ))مناهج الوصول 2 : 338 .
  • ))تقدّم فی الصفحة 484 ـ 485 .
  • ))فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 2 : 580 ـ 581 .

انتهای پیام /*