المقصد التاسع فی البراءة

المسلک الثانی

کد : 163365 | تاریخ : 24/11/1385

المسلک الثانی :

‏ ‏

‏وهو أنّ الرفع مختلف باعتبار الفقرات، فإذا قیس إلی السهو والنسیان والخطأ‏‎ ‎‏فهو باعتبار إیجاب التحفّظ فی تلک الموارد، ویعلم من جملة: ‏«رفع عن اُمّتی»‏ أنّ‏‎ ‎‏فی الاُمم السالفة کان فی مواردها إیجاب التحفّظ، فالثقل الذی نحتاج إلیه فی الرفع،‏‎ ‎‏یکون بالنسبة إلی هذا الإیجاب والمنّة التی باعتبارها اُضیف الرفع إلی الاُمّة، تکون‏‎ ‎‏باعتبار إیجاب التحفّظ فی هذه الموارد؛ وأنّ النسیان لیس عذراً، وإلیه اُشیر فی‏‎ ‎‏«المثنوی»:‏

‏ ‏

‏لا تؤاخذ إن نسینا شد گواه‏

‎ ‎‏که بود نسیان بوجهی هم گناه‏‎[1]‎

‏ ‏

‏ضرورة أنّ النسیان وإخواته الناشئة عن عدم الاهتمام بأمر المولیٰ، لا تعدّ‏‎ ‎‏عذراً.‏

فبالجملة:‏ یکون الرفع لأجل ذلک، ویکون المرفوع ذات النسیان وعنوانه‏‎ ‎‏ادعاءً بلحاظ الآثار.‏

‏وإذا قیس إلی الثلاث الاُخر المشتملة علی الموصول، فالرفع باعتبار ثقل‏‎ ‎‏التکلیف فی هذه الموارد، مع قطع النظر عنه، والمرفوع هو الموضوع باعتبار الآثار.‏

‏وإذا قیس إلی السابقة، وهو: ‏«رفع... ما لا یعلمون»‏ فهو کذلک، ولاسیّما فی‏‎ ‎‏الشبهة الحکمیّة؛ فإنّ نفی التکلیف لا یحتاج إلی الادعاء. وأمّا فی الشبهات‏‎ ‎‏الموضوعیّة، فالمرفوع أیضاً نفس الموضوع؛ بلحاظ الأثر أو حکمها، فلا یحتاج‏‎ ‎‏إلی الادعاء.‏


‎[[page 61]]‎‏وأمّا الرفع، فبلحاظ ثقل إیجاب الاحتیاط فی الاُمم السابقة؛ ضرورة أنّه مع‏‎ ‎‏إیجاب الاحتیاط، لا یعدّ الجهل عذراً، ویکون الحکم الواقعیّ منجّزاً، بخلاف الأمر‏‎ ‎‏فی هذه الاُمّة، فإذا لم یکن إیجاب الاحتیاط فی هذه الاُمّة، یکون المرفوع نفس‏‎ ‎‏التکلیف. وأمّا بالقیاس إلی الثلاث الأخیرة، فالمرفوع هی العناوین باعتبار عدم‏‎ ‎‏تعلّق التکلیف الإلزامیّ بها، والرفع باعتبار ثقل هذه التکالیف التی کانت مثلاً فی‏‎ ‎‏الشرائع السابقة.‏

فبالجملة:‏ إنّ قضیّة الرفع عن الاُمّة، هو وجود الکلفة والثقل مع قطع النظر‏‎ ‎‏عن الرفع بینهم؛ إمّا لأجل درک العقل، أو لأجل وجود حکم الشرع، أو لأجل إمکان‏‎ ‎‏إیجاد الشرع حکماً فی تلک الموارد، وهذا المقدار یکفی لجواز إسناد «الرفع»‏‎ ‎‏واستعماله، فلا تخلط.‏

وغیر خفیّ:‏ أنّ ما اُفید هو الظاهر، وأمّا کون المرفوع إیجاب التحفّظ؛‏‎ ‎‏وإیجاب الاحتیاط، أو کون المرفوع الحرمة الظاهریّة فی موارد الجهالة، کما ذهب‏‎ ‎‏إلیه کثیر من الأعلام حسب اختلاف الأفهام‏‎[2]‎‏، فهو غیر جائز تخیّله، فکما أنّ فی‏‎ ‎‏الثلاث الثوانی یکون الموصول مرفوعاً بلحاظ الحکم مع قطع النظر عن الرفع، وإذا‏‎ ‎‏نسب إلیه الرفع یتبیّن أنّ الحرمة لیست ثابتة فی مورد الاضطرار والاستکراه؛ فإنّ‏‎ ‎«کلّ شیء اضطرّ إلیه ابن آدم فقد أحلّه الله تعالی»‎[3]‎‏ کذلک الأمر فی غیرها،‏‎ ‎‏فشرب التتن مجهول، وهو ممّا لا تعلمه الاُمّة، فهو مرفوع لجهة جهله، کما أنّ تلک‏‎ ‎‏الثلاث مرفوع فیها الحکم بحسب اللبّ؛ للجهة المذکورة فی الحدیث، فالعدول عمّا‏‎ ‎‏اُفید عدول عن ظاهر الحدیث.‏

‎ ‎

‎[[page 62]]‎

  • )) مثنوی معنوی : 1018، دفتر پنجم ، قصّه شاه و أیاز .
  • )) فرائد الاُصول 1 : 323، فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 3: 345 و359، لاحظ نهایة الأفکار 3: 213 ـ 215.
  • )) تهذیب الأحکام 3: 177 / 10، وسائل الشیعة 23: 228، کتاب الأیمان، الباب 12، الحدیث18.

انتهای پیام /*