المقصد التاسع فی البراءة

تذنیب : فی الإشکال علی التمسّک بحدیث الرفع هنا وجوابه

کد : 163388 | تاریخ : 01/11/1385

تذنیب : فی الإشکال علی التمسّک بحدیث الرفع هنا وجوابه

‏ ‏

ربّما یقال:‏ إنّ ترک الجزء والشرط وإیجاد المانع ـ نسیاناً کان، أو عن إکراه‏‎ ‎‏واضطرار لا یستلزم صحّة المأتیّ به، ولا یجوز الرجوع إلی الحدیث مطلقاً؛‏‎ ‎‏مستوعباً کان، أو غیر مستوعب، عبادة کان، أو معاملة؛ وذلک لأنّه فی صورة عدم‏‎ ‎‏الاستیعاب، لا یکون هذا من ترک ما هو جزء المأمور به، لأنّ ما هو المأمور به هی‏‎ ‎‏الطبیعة، وهی غیر معروضة لتلک العناوین، وما هو معروضها هو الفرد، وهو غیر‏‎ ‎‏المأمور به.‏


‎[[page 118]]‎‏وفی صورة الاستیعاب، الدلیل یشمل الفرضین: وهو أنّ رفع الجزء والمانع‏‎ ‎‏والشرط، لا یعقل إلاّ بعد رفع منشئه، وهو رفع الأمر عن الکلّ، فکون الباقی مورد‏‎ ‎‏الأمر بعد رفع هذه الاُمور، یحتاج إلی الدلیل، والمفروض فقده‏‎[1]‎‏.‏

‏ویتوجّه إلی الأوّل ما تحرّر فی محلّه: من أنّ الطبیعیّ یوجد بنفسه، وحدیث‏‎ ‎‏فرد الطبیعة من الأکاذیب‏‎[2]‎‏، ولو کان هذا الفرد غیر نفس الطبیعة، فکیف یسقط‏‎ ‎‏الأمر بها بإیجاده؟! فما هو المأمور به ـ حسبما تقرّر عندنا بنفسه یتحقّق فی‏‎ ‎‏الخارج، والتفصیل فی محلّه، ولأجل ذلک أنکرنا ما اشتهر بینهم: «من أنّ الصحّة‏‎ ‎‏تنتزع من تطابق المأتیّ به والمأمور به»‏‎[3]‎‏ بل تنتزع من وجود الطبیعة خارجاً، کما‏‎ ‎‏تنتزع من سائر الطبائع الأصلیّة‏‎[4]‎‏.‏

‏وإلی الثانی: أنّ نفی الجزء والشرط بنفسه ممکن، کوضعهما، وهذا ممّا تحرّر‏‎ ‎‏فی الاستصحاب‏‎[5]‎‏، وحدیث امتناع تعلّق الجعل بهما مستقلاًّ، ناشئ عن عدم‏‎ ‎‏ملاحظة المرکّبات التألیفیّة التکوینیّة، فإنّ بعد ذلک یتبیّن: أنّ ذلک ممکن واضح‏‎ ‎‏بالضرورة؛ فإنّ تشخّص الأمر والإرادة بما هو، باقٍ فی الحالتین: حالة قبل جعل‏‎ ‎‏الجزء، وبعده، فلا تخلط.‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 119]]‎

  • )) أجود التقریرات 2 : 174 ـ 175.
  • )) لاحظ ما تقدّم فی الجزء الرابع : 100 .
  • )) مطارح الأنظار : 160 / السطر 14 و 21، کفایة الاُصول: 221، فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 2 : 458 .
  • )) تقدّم فی الجزء الرابع : 314 ـ 316 .
  • )) یأتی فی الجزء الثامن : 430 ـ 436 .

انتهای پیام /*