تذنیب : حول التمسّک بعدم الوصول وبالاستصحاب لإثبات البراءة
ربّما یستدلّ علی البراءة: بأنّ التکلیف فی موارد عدم الوصول غیر معقول، وقضیّةَ استصحاب عدم الجعل الأزلیّ أیضاً هی البراءة.
ویتوجّه إلی الأوّل: أنّ التکلیف الشخصیّ مع فرض عدم الوصول، غیر معقول بالعرض؛ لأجل اللغویّة، وأمّا فی الخطابات القانونیّة فهو معقول، کما تحرّر وتقرّر. مع أنّه لو صحّ ما قیل، للزم اختصاص التکلیف بالعالم، وهو دور مدفوع فی محلّه، وممنوع علی الخطابات القانونیّة.
وإلی الثانی: ما یأتی من عدم جریان استصحاب عدم الحرمة والوجوب وعدم الجعل؛ لعدم الحالة السابقة له، ضرورة أنّ بطلوع الدیانة الإسلامیّة لایطلع الجعل والتشریع؛ للزوم حدوث الإرادة، فالإرادة أزلیّة، والمراد فیما لا یزال، فالحکم فی موارد الشبهة لیس مسبوقاً بالعدم الزمانیّ، ولا یجری الاستصحاب بالنسبة إلی العدم الذاتیّ، فافهم واغتنم.
[[page 146]]