الأمر الخامس : حول عدم تنجیز العلم الإجمالی مع سبق الخروج عن محل الابتلاء أو تقارنه
قد اتفقت کلمات المتعرّضین للمسألة علیٰ أنّ الخروج عن الابتلاء إذا کان
[[page 463]]سابقاً علی العلم الإجمالیّ أو مقارناً، یضرّ بتأثیر العلم الإجمالیّ.
وهذا مورد النظر؛ ضرورة أنّه فی صورة التقارن یحصل العلم بالخطاب الفعلیّ، ونتیجة ذلک تنجّز الطرف المبتلیٰ به. واعتبار کون کلّ واحد من الطرفین مورد الابتلاء قبل العلم یستلزم التفصیل؛ ضرورة أنّه یلزم إنکار تنجیز العلم إذا خرج أحد الطرفین عن مورد الابتلاء بعد زمان یقصر عن العصیان فیه، فلابدّ إمّا من التفصیل المذکور، أو کفایة التقارن الزمانیّ؛ لعدم اعتبار الأزید من العلم بالتکلیف الفعلیّ الحاصل فی ظرف التقارن، فتأمّل.
ولک التفصیل هنا بین الشبهات الوجوبیّة والتحریمیّة؛ لأنّ اعتبار القدرة فی جانب الفعل لازم کی یکون التکلیف فعلیّاً، وأمّا فی جانب الترک فلا؛ لحصول الانتراک وإمکان الزجر، فتدبّر.
والذی هو التحقیق: أنّه بناءً علیٰ ماهو الحقّ من أنّ الأمر والنهی کما یترتّب علیهما الانبعاث والانزجار، یستکشف بهما المحبوبیّة والمبغوضیة الإلزامیّـتین، فلایضرّ الخروج عن محلّ الابتلاء حسب القواعد بالتنجیز، فضلاً عن هذه الصورة، وکذلک علی الخطابات القانونیّة.
[[page 464]]