المسألة الثالثة فی الأقلّ والأکثر

تذنیب : حول افتراض السید المجدد للشرط العدمی علی نعت العموم الاُصولی

کد : 163632 | تاریخ : 23/11/1385

تذنیب : حول افتراض السید المجدد للشرط العدمی علی نعت العموم الاُصولی

‏ ‏

‏فی «درر» جدّ أولادی ‏‏رحمه الله‏‏ عن السیّد الاُستاذ الفشارکیّ ‏‏رحمه الله‏‏ عن سیّد مشایخه‏‎ ‎‏الشیرازی ‏‏رحمه الله‏‏ افتراض الشبهة الموضوعیّة فی الأقلّ والأکثر؛ علیٰ أن یکون الشرط‏‎ ‎‏عدمیّاً علیٰ نعت العموم الاُصولیّ: بأن اعتبر الشرع فی الصلاة عدم کلّ ثوب غیر‏‎ ‎‏مأکول، فإنّه فی موارد العلم بالمأکولیّة یکون الموضوع معلوماً، وفی موارد العلم‏‎ ‎‏بعدم المأکولیّة یکون الموضوع أیضاً معلوماً، وفی مورد الشکّ یکون الأقلّ والأکثر‏‎ ‎‏مردّداً فی الشبهة الموضوعیّة؛ لأجل الشکّ فی شرطیّة الصلاة بعدم کونها فی هذا‏‎ ‎‏المشکوک بالشبهة الخارجیّة‏‎[1]‎‏، وقد عرفت أنّ قضیّة الأدلّة هی البراءة.‏

وبالجملة:‏ حقیقة الشبهة الموضوعیّة للأقلّ والأکثر؛ هی الشکّ فی وجوب‏‎ ‎‏کون الصلاة فی عدم هذا الثوب المشکوکة إباحته. ولو کان الشرط معلوماً، وشکّ‏‎ ‎‏فی إباحة ثوب، فهو القید المعلوم أمره، والمشکوکة مصداقیّة المأتیّ به اللازم‏‎ ‎‏الاحتیاط إلاّ علی الوجه الذی عرفت منّا‏‎[2]‎‏.‏

فتحصّل:‏ أنّه کما یکون الشکّ فی الأقلّ والأکثر الحکمیّ، راجعاً مثلاً إلیٰ‏‎ ‎‏بسط الأمر إلی الجزء المشکوک الکلّی، یکون الشکّ هنا فی بسط الأمر بالنسبة إلی‏‎ ‎‏الجزء المشکوک الخارجیّ، مع معلومیّة بسطه إلی الجزء المعلوم الخارجیّ؛ وهو‏‎ ‎‏عدم الثوب المغصوب وغیر المذکّیٰ.‏

والحقّ:‏ أنّه بعد رجوع المسألة إلی البسط والشرطیّة، لا فرق بین الشبهة‏‎ ‎‏الحکمیّة والموضوعیّة بحسب البراءة والاشتغال.‏


‎[[page 78]]‎وبالجملة:‏ لهذا الأمر صیغة کی لا یقع الطلبة فی الاشتباه؛ وهو أنّه اعتبر‏‎ ‎‏الشرع فی الصلاة الواجبة عدم کلّ ثوب غیر مذکّیٰ، أو یقال: یعتبر فی الصلاة أن‏‎ ‎‏تکون فی کلّ غیر مغصوب، وهکذا.‏

‏ویتوجّه إلیه أوّلاً: أنّه لو کان معنی الشبهة الموضوعیّة للأقلّ والأکثر أن لا‏‎ ‎‏یکون الأکثر معلوم الحکم بنحو کلّی، فهذا خارج عنه؛ لمعلومیّة اشتراط الصلاة‏‎ ‎‏بنحو إجمالیّ بأن لا تکون فی المغصوب، فیلزم ما لزم سابقاً.‏

وبعبارة اُخریٰ:‏ حقیقة الشبهة الموضوعیّة للأقلّ والأکثر؛ أن یکون فی الشبهة‏‎ ‎‏الحکمیّة الأقلّ معلومَ الحکم، والأکثر مشکوکاً، ففی هذا العموم الاُصولیّ یکون‏‎ ‎‏الحکم بالنسبة إلی الموضوع المعلوم معلوماً، وإنّما الشکّ فی بسط الحکم بالنسبة‏‎ ‎‏إلی الموضوع المشتبه.‏

‏اللهمّ إلاّ أن یقال: بعدم اعتباره فی الشبهة الموضوعیّة فیما نحن فیه، بل‏‎ ‎‏الشبهة الموضوعیّة هنا کالشبهة الموضوعیّة فی سائر العمومات الاُصولیّة الغیر‏‎ ‎‏النافیة لتنجیز الحکم بالنسبة إلیٰ بعض المصادیق، ویشکّ فی بعضها الآخر.‏

وثانیاً:‏ أنّ الظاهر من العموم الملتحق بالطبیعة الواجبة علیٰ نعت صِرْف‏‎ ‎‏الوجود ـ حسب اصطلاحهم ـ هو العموم المجموعیّ لا الاستغراقیّ، کقول المولیٰ:‏‎ ‎‏«أکرم العالم الموصوف بأن لا یکون من کلّ فرقة غیر إسلامیّة» أو یقال: «أکرم‏‎ ‎‏العالم الموصوف بأن لا یکون من کلّ فرد مباح الدم».‏

وبعبارة اُخریٰ:‏ إمّا یرجع الموضوع إلی العامّ الاُصولیّ، فیلزم الخروج عن‏‎ ‎‏الأقلّ والأکثر، ونتیجته وجوب کلّ صلاة، وهذا واضح الفساد؛ لأنّ الواجب هو نفس‏‎ ‎‏الطبیعة.‏

‏أو یرجع الوصف إلی العموم المجموعیّ، فیکون خارجاً عن الأقلّ والأکثر‏‎ ‎‏فی الشبهة الموضوعیّة، والأمر سهل.‏


‎[[page 79]]‎‏وتصیر النتیجة ما أفاد الشیخ ‏‏رحمه الله‏‏ من إرجاع الشبهة فیما نحن فیه إلی‏‎ ‎‏المحصِّل والمحصَّل‏‎[3]‎‏، وإنّما یتوجّه إلیه: أنّ قضیّة العامّ المجموعیّ لیس من باب‏‎ ‎‏المحصِّل والمحصَّل کما عرفت، بل هو من قبیل المنتزع ومنشأ الانتزاع، الذی یرجع‏‎ ‎‏وجود الأوّل إلی الثانی بحسب الخارج، وإنّما یختلفان فی موطن الانتزاع، فلا تغفل.‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 80]]‎

  • )) درر الفوائد، المحقّق الحائری: 483 ـ 485.
  • )) تقدّم فی الصفحة 72 ـ 73.
  • )) فرائد الاُصول 2: 478.

انتهای پیام /*