مقتضی القواعد الأوّلیّة الثبوتیة والشبهات العقلیة فی صورة الإخلال بالمرکّب

وجه عدم التمسّک بالإطلاق عند العجز عن الجزء ودفعه

کد : 163652 | تاریخ : 03/11/1385

وجه عدم التمسّک بالإطلاق عند العجز عن الجزء ودفعه

‏ ‏

‏وبقی کلام حول أنّ الجزئیّة والشرطیّة والقیدیّة المستقلّة، غیر قابلة لأن تعتبر‏‎ ‎‏فی المرکّب بعد الأمر النفسیّ به، وإنّما تکون أدلّة الأجزاء إرشاداً ـ علی الإطلاق ـ‏‎ ‎‏إلی الجزئیّة والقیدیّة من الأوّل، ولا تعتبر إرشاداً إلی الجزئیّة فی الرتبة المتأخّرة مع‏‎ ‎‏بقاء الأمر النفسیّ الأوّل.‏

‏نعم، یجوز صرف النظر عن الأمر الأوّل، ثمّ اعتبار القید فی الطبیعة، ثمّ الأمر‏‎ ‎‏النفسیّ.‏

‏فعلیٰ هذا، لا یبقیٰ محطّ للتمسّک بإطلاق دلیل المرکّب عند العجز عن الجزء‏‎ ‎‏منه، کی یجب الامتثال، وتصیر النتیجة فی مورد العجز عن الجزء: قبول الاعتذار‏‎ ‎‏عند ترک الکلّ والباقی.‏

‏والسرّ فی ذلک: أنّ تشخّص الأمر والبعث والإرادة، بالحدود الملحوظة فی‏‎ ‎‏المرکّبات، والتصرّف فیها بالزیادة یوجب التصرّف فی الأمر المتعلّق بها قهراً، وهذا‏‎ ‎‏معنیٰ «أنّه لا تنال الجزئیّة والقیدیّة ید الجعل الاستقلالیّ».‏

وفیه:‏ أنّ تفصیله یأتی فی الاستصحاب إن شاء الله تعالیٰ‏‎[1]‎‏، وأنّ سرّ السرّ:‏‎ ‎‏أنّ ما هو ملاک تشخّص الأمر والبعث والإرادة، عنوان واحد باقٍ فی الحالتین: حالة‏‎ ‎‏قبل الزیادة، وبعدها.‏


‎[[page 114]]‎مثلاً:‏ تشخّص أمر الصلاة بعنوان «الصلاة» والأجزاء فانیة فیها، وهی تنحلّ‏‎ ‎‏إلیها فی النظرة الثانیة، وحدیث الأقلّ والأکثر قد عرفت: أنّه من الأغلاط، فما به‏‎ ‎‏تشخّص الأمر محفوظ غیر متصرّف فیه؛ لسعة عَرْض الصلاة، وأنّها ذات عرض‏‎ ‎‏عریض، فلا یلزم الإشکال کی یتوهّم ما قد یتوهّم فی أمثال الموارد.‏

‏ولأجل ذلک یتبیّن وجه إمکان إطلاق دلیل المرکّب ولو کان الشرع عالماً‏‎ ‎‏بعجز المکلّف عن الجزء منه.‏

‏ووجه التوهّم: أنّه لا معنیٰ لإطلاق دلیل بالنسبة إلیٰ فعل شیء وترکه، وإذا‏‎ ‎‏کان مورد التکلیف شیئاً متعذّراً منه جزءٌ منه، فلازمه إطلاقه بالنسبة إلی ترکه.‏

‏ووجه الاتضاح: أنّ مصبّ الأمر هو عنوان بسیط عرفیّ یتحقّق مع العجز عن‏‎ ‎‏الجزء، فیکون إطلاقه من قبیل إطلاق دلیل وجوب إکرام العالم بالنسبة إلیٰ قیامه‏‎ ‎‏وقعوده، فتدبّر واغتنم.‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 115]]‎

  • )) یأتی فی الصفحة 430 ـ 432.

انتهای پیام /*