المقصد الثامن فی الظنّ

الجهة الخامسة : هل الاجماع حجة أو ما یحکی عنه ؟

کد : 164045 | تاریخ : 20/07/1385

الجهة الخامسة : هل الاجماع حجة أو ما یحکی عنه ؟

‏ ‏

ربّما یقال: ‏إنّ الإجماع لیس حجّة عندنا، خلافاً للمخالفین، فتکون الأدلّة‏‎ ‎‏ثلاثة: العقل، والکتاب، والسنّة، فإنّ الإجماع لأجل الکشف عن السنّة حجّة، فتکون‏‎ ‎‏السنّة حجّة، لا الإجماع‏‎[1]‎‏.‏

أقول:‏ إنّ حجّیة العقل صحیحة، لا بمعنیٰ إنکشاف الحکم به، فإنّ قاعدة‏‎ ‎‏الملازمة ـ کما مرّ‏‎[2]‎‏ ـ من الأباطیل الواضحة، فلیس معنیٰ حجّیة العقل، قبال ما‏‎ ‎‏یکون المراد من حجّیة الکتاب والسنّة، فإنّ الکتاب والسنّة حجّتان کاشفتان عن‏‎ ‎‏الحکم، بخلافه، وهما لیسا إلاّ حجّة بمعنیٰ واحد، ولا یتعدّد ذلک؛ لعدم الاختلاف‏‎ ‎‏بینهما. ومجرّد کون أحدهما قطعیّ الصدور لا یکفی، وإلاّ یلزم تعدّد الحجّة‏‎ ‎‏باختلاف الجهات العدیدة.‏

‏فالحجّة علی الأحکام بمعنیٰ انکشاف الحکم بها، هی الظواهر من الکتاب‏‎ ‎‏والسنّة، لا غیر، وأمّا الاجماع فهو حجّة، کما یکون قول زرارة حجّة، فلا معنیٰ‏‎ ‎‏لسلب الحجّیة عنه إلاّ بالمعنی المزبور؛ لأنّ المراد من «الحجّة» ما یحتجّ به المولیٰ‏‎ ‎‏علی العبد وبالعکس، وبهذا المعنیٰ یکون الإجماع حجّة، کما یکون العقل حجّة.‏

وأمّا توهّم:‏ أنّ ما هو الحجّة هو الحکم الثابت بالظواهر والإجماع، فلا یکون‏‎ ‎‏الکتاب والسنّة حجّة، کما لا یکون الإجماع حجّة، فهو فی غیر محلّه؛ فإنّ الحکم‏‎ ‎‏شیء، والحجّة علیه شیء آخر، فافهم وتدبّر.‏

‏ویمکن أن یقال: إنّ الإجماع حجّة؛ بمعنیٰ حجّیة الظواهر، لکونه کاشفاً عن‏‎ ‎‏رأی المعصوم ‏‏علیه السلام‏‏ مثلها، فالعقل لیس بهذا المعنیٰ حجّة مطلقاً.‏


‎[[page 366]]‎وغیرخفیّ:‏ أنّ المراد من «الحجّة» لو کان ما یحتجّ به العبد علی المولیٰ‏‎ ‎‏وبالعکس، للزم تعدّد الأدلّة، ولا تنحصر بالعشر والعشرین، کما لا یخفیٰ،‏‎ ‎‏والأمر سهل.‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 367]]‎

  • )) الوافیة فی اُصول الفقه : 152 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 75 .

انتهای پیام /*