تذنیب : حول حجیة الشهرة لاستلزامها للوثوق
ربّما یمکن أن یقال: بأنّ حجّیة الشهرة علیٰ أنّها من الظنون الخاصّة ممنوعة،
[[page 386]]ولکنّها حجّة؛ لکونها مستلزمة للوثوق، ویکون الحکم القائم علیه الشهرة من الاُمور المستبانة، ومقتضیٰ ذیل روایة مَسْعدة بن صدقة إمّا حجّیتها علی الوجه السابق؛ لکونها من أخبار حجّیة الخبر الواحد فی تقریب، أو حجّیتها لأنّ الفتوی المزبورة من الاُمور الواضحة، ویحصل منها الوثوق والاطمئنان.
نعم، فی صورة عدم حصول شیء لا حجّیة لها، إلاّ أنّه شاذّ وقلیل الاتفاق.
أقول: إن اُرید منه الاستدلال لحجّیة الشهرة علی التقریب الذی أبدعناه آنفاً، کان له وجه.
وإن اُرید منها أنّ الوثوق حجّة إذا حصل من الشهرة، ولیس مثل الوثوق الحاصل من الجفر والرمل وأمثالهما.
ففیه : أنّ إثبات حجّیة الوثوق والاطمئنان ببناء العقلاء ممکن، وأمّا فی الموارد الخاصّة فهو لدلیل خاصّ، کما اُشیر إلیه، ولا حاجة إلیٰ هذه الروایة مع ما فی سندها فراجع.
هذا والإشکال فی حجّیة مطلق الوثوق إلاّ ما خرج بالدلیل: من جهة عدم ظهور بناء من العقلاء علیه، قوّی جداً ، فلو لم تثبت حجّیة الشهرة نوعاً، فحجّیة الوثوق الحاصل منها قابلة للمناقشة.
اللهمّ إلاّ أن یقال: بأنّ المستفاد من مجموع الوجوه المشار إلیها، حجّیتها فی صورة حصول الوثوق والاطمئنان.
فبالجملة: إحراز بناء العقلاء علیٰ حجّیة مطلق الوثوق، غیر ممکن، واستکشاف حجیة مطلق الوثوق بالروایة، أکثر إشکالاً، واستکشاف حجّیة الوثوق
[[page 387]]الحاصل من الشهرة ممکن، إلاّ أنّه یلازم حجّیة الشهرة علی الإطلاق، کما عرفت.
[[page 388]]