المقصد الثامن فی الظنّ

ذنابة : حول خروج مورد نزول الآیة عن المفهوم

کد : 164103 | تاریخ : 24/05/1385

ذنابة : حول خروج مورد نزول الآیة عن المفهوم

‏ ‏

ربّما یتوهّم:‏ أنّ الآیة لو کانت بصدد حجّیة خبر العادل؛ ولزوم الأخذ به، أو‏‎ ‎‏جوازه الملازم للزومه، للزم خروج المورد عن المفهوم؛ لعدم جواز الاتکال علیه‏‎ ‎‏فی الموضوعات، ولاسیّما تلک الموضوعات الخاصّة.‏

وبعبارة اُخریٰ:‏ الآیة نزلت لردع ما صنعوا؛ وهو الاتکال علیٰ إخبار الفاسق،‏‎ ‎‏مع أنّ الاتکال علیٰ إخبار العادل ممنوع فی المقام، فما فی کلام العلاّمة النائینیّ‏‎ ‎‏هنا‏‎[1]‎‏ لا یخلو من تأسّف.‏


‎[[page 486]]‎‏کما أنّ ما أفاده الشیخ: «من أنّه لیس المورد ممّا خصّص المفهوم فیه؛ لأنّ‏‎ ‎‏انضمام خبر العادل الآخر إلیه، لیس طرداً لقوله»‏‎[2]‎‏ غیر سدید؛ لأنّ الظاهر المقصود‏‎ ‎‏هو حجّیة خبر العادل، واشتراط الانضمام یساوق عدم حجّیته بالنسبة إلی المورد،‏‎ ‎‏وینتج جواز ردعهم لو کانوا متّکئین علیٰ خبر العادل، فتصدیق العلاّمة الأراکیّ لما‏‎ ‎‏أفاده‏‎[3]‎‏، فی غیر محلّه.‏

والذی یمکن أن یقال أوّلاً:‏ أنّ ما اشتهر «من أنّ الآیة نزلت لردع اتکالهم‏‎ ‎‏الخارجیّ علیٰ إخبار الفاسق»‏‎[4]‎‏ غیر تامّ؛ لأنّ فی المسألة روایتین:‏‎[5]‎

ثانیتهما:‏ أنّه ‏‏صلی الله علیه و آله وسلم‏‏ بعد إخبار الولید، أرسل إلیهم خالداً حتّیٰ یتبیّن الأمر،‏‎ ‎‏فجاء خالد مکذّباً للولید، فنزلت الآیة‏‎[6]‎‏. وهذه الروایة أوفق بالاعتبار، من غیر‏‎ ‎‏الحاجة إلیٰ فرض نبوّته ‏‏صلی الله علیه و آله وسلم‏‏ بل وسائر العباد لا یتّکئ علیٰ أخبار الآحاد فی‏‎ ‎‏هذه المسائل المهتمّ بها، فلا ملامة ولا توبیخ علیٰ قصّة خارجیّة، حتّیٰ یقال:‏‎ ‎‏باشتراکه مع إخبار العادل.‏

وثانیاً:‏ یجوز أن یکون الحکم فی حین نزول الآیة؛ هو جواز الاتکال فی‏‎ ‎‏الموضوعات مطلقاً علیٰ إخبار العادل، ثمّ اعتبر الانضمام.‏

وثالثاً:‏ أنّ البشیع عقلاً هو خروج المورد فی القضایا الشخصیّة، وأمّا مصلحة‏‎ ‎‏ضرب القانون الکلّی الأبدیّ فأقویٰ من هذه الاُمور، ولو کان المورد الموجب‏‎ ‎‏للنزول خارجاً عن ذلک القانون ، فتأمّل.‏

وتوهّم:‏ أنّ إخراج الموضوعات عن الآیة تخصیص الأکثر، أو تخصیصات‏
‎[[page 487]]‎‏کثیرة‏‎[7]‎‏، غیر مضرّ بعد کون المقدار الباقی ممّا یکثر جدّاً فی ذاته.‏

‏هذا مع أنّ للقول بحجّیة خبر الواحد فی الموضوعات ـ إلاّ ما دلّ الدلیل‏‎ ‎‏بالخصوص علیٰ خلافه‏‎[8]‎‏ ـ وجهاً قویّاً جدّاً.‏

‏ ‏

‎ ‎

‎[[page 488]]‎

  • )) فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 3: 174.
  • )) فرائد الاُصول 1: 124 .
  • )) نهایة الأفکار 3: 116.
  • )) الفصول الغرویّة: 275 / السطر 23، أنوار الهدایة 1: 293.
  • )) مجمع البیان 9: 198.
  • )) الدرّ المنثور 6: 89 / السطر 19.
  • )) تهذیب الاُصول 2: 114 ـ 115.
  • )) مصباح الاُصول 2: 172.

انتهای پیام /*