کتاب الطهارة

فصل: فی ماء المطر

کد : 164217 | تاریخ : 22/12/1385

فصل: فی ماء المطر

‏ ‏

اعلم:‏ أنّ ماء المطر هو المقدار النازل المجتمع فی محلٍّ، وأمّا المطر فهو‏‎ ‎‏الماء المتقاطر من السماء حین تقاطره.‏

والأوّل:‏ معتصم، ویطهّر بشرط أن یکون متّصلاً بالمطر، أو بما یتقاطر علیه‏‎ ‎‏المطر، ولا تعتبر الکرّیة، ویتنجّس بالتغیّر علی الأحوط.‏

والثانی:‏ معتصم، ویطهّر بشرط الغلبة علی المتنجّس، أو یکون فی قوّة‏‎ ‎‏الغلبة، فإذا کانت الأشیاء النجسة تحت المطر أو اُوقفت تحته، فیکفی أن یراها‏‎ ‎‏المطر علی الوجه المذکور.‏

مسألة 1:‏ قیل: إنّ الاتصال بالمطر وبما یتقاطر علیه المطر لا یعتبر،‏‎ ‎‏فلا ینجس - بل یطهّر القلیل - إذا کان منقطعاً؛ بشرط أن ینزل المطر ولو علی‏‎ ‎‏المیاه الاُخر.‏


‎[[page 55]]‎‏وهذا غیر بعید، إلاّ أنّ الشرط المذکور بعید، والأشبه ما ذکرناه.‏

مسألة 2:‏ الثوب وغیره ممّا نفذت فیه النجاسة، یطهر بعد نفوذ ماء المطر أو‏‎ ‎‏المطر فیه، ولا یعتبر العصر والتعدّد، وربّما یطهر بعض الثوب مثلاً دون بعض، کما‏‎ ‎‏ربّما ینجس - بعد ما قطع المطر - بعض الطاهر المتّصل ببعضه النجس، إذا صدق‏‎ ‎‏«اللّقاء مع النجس».‏

مسألة 3:‏ الأشبه کفایة زوال عین النجاسة بالمطر أو مائه، والأحوط‏‎ ‎‏التقاطر علیه بعده.‏

‏ولو تنجّس مائع، فمجرّد الاتصال بهذا الماء المعتصم أو الامتزاج به، غیر‏‎ ‎‏کافٍ علی الأصل، إلاّ إذا استهلک عرفاً، فما قیل: من کفایة الامتزاج أو الاتصال،‏‎ ‎‏غیر تامّ جدّاً.‏

مسألة 4:‏ المیزان فی تطهّر الأشیاء المتنجّسة الجامدة النافذة فیها‏‎ ‎‏النجاسة، نفوذ ماء المطر فیها کما مرّ.‏

‏وغیر النافذة فیها النجاسة، استیلاء المطر ومائه علیها، وصدق «الغلبة»‏‎ ‎‏الملازم للغسالة بالفعل أو بالقوّة، ومجرّد الرؤیة والنداوة غیر کافٍ علی الأظهر.‏

‏وأمّا المائعات المتنجّسة، فلا تطهر إلاّ بالاستهلاک العرفیّ کما مضیٰ.‏

مسألة 5:‏ قیل: یعتبر أن ینزل المطر المطهّر من السماء بلا وساطة، فلو‏‎ ‎‏وقعت القطرات علی السقف، ثمّ منه علی المتنجّس الذی تحته، فلا یطهّر، والأظهر‏‎ ‎‏خلافه، ولا سیّما إذا کان کثیراً شدیداً.‏

‏وأمّا إذا تحرّکت القطرات بحرکة اُخریٰ منحرفة، کما لو وقعت علی الأرض‏
‎[[page 56]]‎‏الصلبة، ثمّ ترشّحت علی المتنجّس، أو وقعت علی السطح، ثمّ علیه، ففیه وجهان‏‎ ‎‏بل قولان، ولا یبعد طهارته بها.‏

مسألة 6:‏ یکفی کون ما ینزل من السماء، أجزاءً صغاراً من الماء، المعبّر‏‎ ‎‏عنه بـ «الطَّلّ» وربّما لا یریٰ شیءٌ، إلاّ أنّا نجد الإناء بعد مدّة رطباً ونظیفاً، وبعد‏‎ ‎‏إصابته به یصیر جاریاً أو مرئیّاً، فإنّها وإن لم تکن ماءً، بل المطر غیر الماء عرفاً،‏‎ ‎‏ولذلک یقال: «ماء المطر» من غیر أن تکون الإضافة بیانّیة، ولکن المستفاد من‏‎ ‎‏الأخبار ـ بالاستئناس ـ  أعمّ، والاحتیاط لازم.‏

مسألة 7:‏ قد عرفت: أنّ ماء المطر ونفسه معتصمان، فلا یکون ترشّحه من‏‎ ‎‏عین النجس نجساً، بل لو کثرت الرشحات المذکورة، تطهّر المتنجّس علی الوجه‏‎ ‎‏الذی مرّ، وقد مضی الاحتیاط.‏

مسألة 8:‏ الظروف المتنجّسة بولوغ الکلب، لا تطهر بدون التعفیر علی‏‎ ‎‏الأظهر، وفی سقوط التعدّد المعتبر فیها إشکال.‏

مسألة 9:‏ الأمطار الصناعیّة الحاصلة من تبخیر میاه البحور وغیرها،‏‎ ‎‏بحکم المطر الطبیعیّ، وأمّا المیاه المتصاعدة بالآلات العصریّة المنقلبة إلی‏‎ ‎‏القطرات، فلا تکون مطراً.‏

‏ولا یعتبر نزول الأمطار من السماء، فلو تبخّرت المیاه من أرض البحار‏‎ ‎‏وسطحها، وتصاعدت ثمّ تقطّرت، وجاءت الریح بها إلی الأراضی الفوقانیّة، أو‏‎ ‎‏جاءت بها غیرها من الوسائل الحدیثة، فهی مطهّرة ومعتصمة، فلا بدّ من کونها‏‎ ‎‏أمطاراً، ومائها ماءَ مطرٍ.‏


‎[[page 57]]‎‏کما لا تعتبر رؤیة السحاب، فلو أتت الأمطار من الأبخرة الرقیقة جدّاً‏‎ ‎‏یکفی، وهکذا إذا أتت الریاح الطبیعیّة أو غیرها بها إلی الأراضی البعیدة،‏‎ ‎‏فهی بحکمها.‏

‏ولو شکّ فی أنّها من الأمطار أو غیرها، لا یحکم علیها بحکم المطر.‏

مسألة 10:‏ إذا کانت الأمطار تنزل، ثمّ شکّ فی انقطاعها، ففی جریان‏‎ ‎‏الاستصحاب إشکال، و إن کان لا یبعد البقاء العرفیّ و وحدة الموضوع، کبقاء نوع‏‎ ‎‏الإنسان مثلاً، إلاّ أنّه لا تثبت به طهارة الإناء الشاخص تحت السماء إلاّ علیٰ‏‎ ‎‏وجه ذکرناه.‏

مسألة 11:‏ فی کون التقطیر المطلق، کافیاً فی مطهّریة القطرات إشکال، فلو‏‎ ‎‏تبخّرت المیاة، وحبست فی محلّ قبل أن تتصاعد الأبخرة إلی السماء، ثمّ تقطّرت‏‎ ‎‏لأجل اجتماع شرائطه، فإن کان ماءً ذا مادّة عرفاً، فعصمته قویّة.‏

‎ ‎

‎[[page 58]]‎

انتهای پیام /*