تنبیه : حول ما جعله الاُستاذ البروجردیّ جامعاً للأخصّی
ما جعلناه الوجه الرابع، قریب ممّا جعله الاُستاذ البروجردیّ رحمه الله جامعاً للأخصّی، مع قصور فی بیانه؛ لأنّه ترک ما یورث کون الحالة الخاصّة الموجودة من أوّل الأجزاء إلی آخرها، جامعاً للأخصّی، فراجع.
وملخّص ما قاله: هو أنّ الصلاة لیست عبارة عن نفس الأقوال والأفعال المتباینة المتدرّجة بحسب الوجود ـ حتّیٰ لایکون لها حقیقة باقیة إلی آخر الصلاة محفوظة فی جمیع المراتب، ویترتّب علیٰ ذلک عدم کون المصلّی فی حالة السکونات المتخلّلة مشتغلاً بالصلاة ـ بل هی عبارة عن حالة توجّه خاصّ یحصل للعبد، ویوجد بالشروع فیها، ویبقیٰ ببقاء الأجزاء والشرائط، ویکون هذا المعنی المخصوص کالطبیعة المشکّکة، لها مراتب متفاوتة، تنتزع فی کلّ مرتبة عمّا اعتبر جزءً لها، انتهیٰ.
وأنت خبیر: بأنّ ما أفاده ـ مضافاً إلیٰ عدم مساعدة اللغة والعرف علیه ـ
[[page 239]]لایمکن مساعدة البرهان علیه؛ ضرورة أنّ قیام الأجزاء ـ بل والأفعال فی وجه ـ بالإنسان قیام صدور، وقیام تلک الحالة قیام حلول، فکیف تتّحد تلک الحالة مع تلک الأجزاء والأفعال؟!
هذا مع أنّ هذه الحالة، لیست فی جمیع المصلّین، مع أنّ ما أفاده جامع للأعمّی. اللهمّ إلاّ أن یجعل عنوان الناهیة «عَنِ الْفَحْشَاء» معرّفاً، کما جعله غیره، وعندئذٍ یتوجّه إلیه ما توجّه إلی الآخرین، کما لایخفیٰ.
هذا تمام الکلام فیما یمکن أن یعدّ جامعاً للأخصّی، وقد عرفت عدم وجوده، بل عدم إمکانه.
[[page 240]]