ذنابة : فی عدم التبادر وتبادر الغیر
قیل : عدم التبادر أو تبادر الغیر، علامة المجاز.
وقیل : «عدم التبادر أعمّ ، فلایکون علامة».
والذی هو الظاهر: أنّه لا معنیٰ لتبادر الغیر؛ فإنّه لو کان دلیلاً فهو لأجل عدم تبادر المعنی المقصود، لا لأجل تبادر الغیر.
وأمّا عدم التبادر، فإن کان مستوعباً ـ أی لایتبادر منه المعنیٰ عند الکلّ ـ فیعلم عدم وجود العلاقة الفعلیّة التی هی الوضع، وسبقها وهجرانها لایستلزم الوضع الفعلیّ، فیکون عدم التبادر دلیلاً علیٰ عدم وجود الربط بین اللفظ والمعنی فعلاً.
وإن کان الاستیعاب مشکوکاً، فلا یکون علامة عدم وجود العلاقة؛ لأعمّیته کما هو الظاهر. نعم هو دلیل عدم الربط والعلقة فی تلک المنطقة.
وأمّا عدم التبادر عند الآحاد الخاصّة، فهو أعمّ مطلقاً؛ لأنّ من شرائطه العلم الارتکازیّ، وإذا کان هو معدوماً فلا تبادر؛ لانتفاء الشرط. وما یظهر من العلاّمة الأراکیّ من الأعمیّة، فی غیر محلّه؛ ضرورة أنّ عدم الوجدان هنا دلیل عدم الوجود، لأنّ وعاء الربط المذکور بین اللفظ والمعنیٰ أذهان الناس، وإذا کانت هی خالیة بعدم التبادر فیعلم عدم وجوده، کما لایخفیٰ.
[[page 193]]