المقصد الأوّل موضوع الاُصول وتعریفه مع نبذة من مباحث الألفاظ

الأمر الأوّل : حول الوضع النوعیّ

حول المعانی الحرفیّة / المبحث الثانی : فی الوضع

کد : 164356 | تاریخ : 25/07/1395

الأمر الأوّل : حول الوضع النوعیّ

‏ ‏

‏لا شبهة فی أنّ الهیئة فی الجوامد، تابعة لمادّتها فی الوضع خصوصاً وعموماً،‏‎ ‎‏جزئیّاً وکلّیّاً. وأمّا هی فی المشتقّات فالمشهور علی أنّ الوضع فیها نوعیّ، ولیس‏‎ ‎‏بشخصیّ‏‎[1]‎‏، وهذا تقسیم آخر للوضع بعد تقسیمه إلی التعیینیّ والتعیّنی.‏

‏والمراد من «الوضع النوعیّ» هو أنّ هیئة «فاعل» موضوعة بالوضع النوعیّ‏
‎[[page 132]]‎‏لمطلق من یصدر عنه الفعل، ولیست مخصوصة بتلک المادّة وهی مادّة «فعل» وبهذا‏‎ ‎‏المعنیٰ یکون وضع المادّة فی المشتقّات مثلها فی النوعیّة.‏

‏نعم، یبقی الإشکال فی أنّه من الوضع الخاصّ والموضوع له العامّ الذی أصرّ‏‎ ‎‏القوم علی امتناعه‏‎[2]‎‏؛ ضرورة أنّ الهیئة غیر قابلة للتعقّل إلاّ بالمادّة وبالعکس، فما‏‎ ‎‏هو متعلّق اللحاظ أمر خاصّ؛ وهی کلمة «فاعل» والتفکیک لایمکن إلاّ بذکر العلّة‏‎ ‎‏بعد ذلک، وإلاّ یلزم استقلال الهیئة فی التصوّر.‏

‏أو بذکر کلمة «هیئة فاعل» حتّیٰ یسری الوضع إلیٰ سائر الموادّ، فیکون‏‎ ‎‏المادّة مغفولاً عنها، إلاّ أنّ الغفلة لیست دائمیّة، فلو لم یتمکّن الواضع من الغفلة یلزم‏‎ ‎‏ـ علی المشهور ـ امتناع إسراء الوضع إلیٰ مطلق المادّة، کما یلزم امتناعه بالنسبة إلیٰ‏‎ ‎‏سائر الهیئات الطارئة علی المادّة الموضوعة لطبیعة من الطبائع فی ضمن هیئة من‏‎ ‎‏الهیئات، مع أنّ الأمر لیس کذلک، فیعلم أنّ الوضع خاصّ.‏

‏وأمّا أنّ الموضوع له عامّ، أو خاصّ، أو جزئیّ، فهو یأتی من ذی قبل إن شاء‏‎ ‎‏الله تعالیٰ‏‎[3]‎‏.‏

‎ ‎

‎[[page 133]]‎

  • )) بدائع الأفکار ، المحقّق الرشتی 1 : 48 / السطر32 ، کفایة الاُصول : 33، منتهی الاُصول 1 : 37 ـ 38 .
  • )) کفایة الاُصول : 24، نهایة الاُصول : 18 .
  • )) یأتی فی الصفحة 116 ـ 123 .

انتهای پیام /*