المقصد الأوّل موضوع الاُصول وتعریفه مع نبذة من مباحث الألفاظ

تمهید

کد : 164380 | تاریخ : 26/07/1395

تمهید

‏ ‏

‏لما کان الوضع حقیقة ذات إضافة إلی الواضع تارة، وإلیٰ لحاظه اُخریٰ، وإلی‏‎ ‎‏الموضوع له ثالثة، وتکون ذات وحدة نوعیّة قابلة للقسمة إلی الکثیر من جهة التعیّن‏‎ ‎‏والتعیین، ومن جهة النوعیّ والشخصیّ، وغیر ذلک، یقع البحث فیه من جهات.‏

‏وقبل ذلک نقدّم مقدّمة : وهی أنّ المقصود هنا لیس تفتیش حال لفظة‏‎ ‎‏«وضع» وأنّه معناه أیّ شیء؟ حتّیٰ یستظهر من هذه اللّغة ماهو المقصود الأساسیّ‏‎ ‎‏فی البحث؛ ضرورة أنّه کما یمکن عنوان المبحث بالوجه المعروف، یمکن عنوان‏‎ ‎‏المبحث بعناوین اُخریٰ مرادفة معه فی المعنیٰ، أو متقاربة معه فیه، فلیس النظر فی‏‎ ‎‏مفهومه بالحمل الأوّلی.‏

‏فالذی هو موضوعنا، ومحلّ فحصنا، ومورد النظر لنا: هو أنّ مجتمع البشر‏‎ ‎‏الآن ذو شؤون کثیرة، ومن شؤونهم التوصّل إلی اللّغات والألفاظ ـ التی هی لیست‏‎ ‎‏إلاّ حرکات وأصوات خاصّة ـ لإدارة السیاسات الفردیّة والاجتماعیّة، والتمسّک‏‎ ‎‏بالجمل والمفردات لإبراز ما یُراد إلقاؤه، وهذا أمر واقع بین أیدینا فی کلّ صباح‏‎ ‎‏ومساء.‏


‎[[page 77]]‎‏فلا بحث عن أصل اللغات، ولا المعانی، ولا فی أصل «الارتباط الإجمالیّ»‏‎ ‎‏و«العلقة المهملة» و«الاختصاص» وغیر ذلک من التعابیر الممکنة، بل البحث حول‏‎ ‎‏حقیقة ذلک، والجهات الراجعة إلیٰ ذلک المعنی الإضافیّ التی اُشیر إلیها.‏

‎ ‎

‎[[page 78]]‎

انتهای پیام /*