فذلکة البحث فیما هو الموضوع عندنا
موضوع کلّ علم ما یبحث فیه عمّا یرتبط به ارتباطاً خاصّاً یدرکه العقل السلیم، ویجده الذوق الخالص من الشوائب والأوهام.
وهذه قد تکون عوارض ذاتیّة بالتفاسیر الماضیة، وقد لاتکون منها، کمباحث النجوم، والتأریخ، والجغرافیا.
وقد تکون من اللواحق المسانخة مع الموضوع المفروض، کمسائل النحو والصرف؛ فإنّ عدّةً من مسائله من عوارض الکلمة، وعدّةً منها من مسائل الکلمة، وتکون بین الجمیع سنخیّة معلومة؛ لارتباط المحمولات بعضٍ مع بعض، أو الموضوعات بعضٍ مع بعض، ویجمعها الکلمة والکلام، وهکذا الصرف.
[[page 53]]بل علم الاُصول بناءً علی المشهور أیضاً کذلک، وهکذا موضوع علم الفقه، فإنّه هو «فعل الإنسان، أو ما یؤدّی إلیه» فافهم وتدبّر.
فبالجملة : قد علمت أنّ «العوارض الذاتیّة» فی العبارة الواصلة، ممّا لایمکن الالتزام بها بالمعانی الممکنة لها المصطلح علیها فی المنطق، فلابدّ إمّا من الالتزام بخلاف الظاهر فیها، وجعلها الأعمّ کما أشرنا إلیه، أو تغییر العبارة بالوجه الذی سمعت منّا آنفاً. والأمر بعد تلک الإطالة سهل، غفر الله لنا ذنوبنا وإسرافنا فی أمرنا.
[[page 54]]