السعادة و الکرامة الإنسانیة

کد : 168367 | تاریخ : 03/11/1396

السعادة و الکرامة الإنسانیة

وحیدة أکرمی[1]

‏السعادة عبارة عن: إدرا‏‏ک‏‏ ما هو الملائم للطبع، ذلک‏ الإدرا‏‏ک‏‏ الشامل للحسّ و الخیال و العقل، و الّذی یستطیع أن یکون باعثاً للسعادة.‏

‏ثمّ إنَّ العقل هو: أعلی مراتب الإدرا‏‏ک‏‏، و إنَّ أعلی مراتب السعادة إنّما تحصل عن طریق تکامل العقل النظری و العملی، و إنَّ بلوغ العقل النظری أعلی مراتبه و بلوغ العقل العملی مرحلة إعتدال القوی هما: أساس تحقّق سعادة الانسان.‏

‏و یمکن إعتبار کرامة الانسان نتیجةً لإعتدال القوی، و إنّما یکون الإنسان کریماً بمعرفة الله سبحانه، و بمعرفة المبدأ و المعاد، و أن لا یعتبر أیَّ شـیءٍ سوی الحق، و لا یتوجّه لأیّ شیء بنحوٍ مستقلّ عن الحقّ، و بنحو یستوی لدیه إقبال الآخرین علیه، و إدبارهم عنه؛ لأَنَّ ثمرة کرامة النفس هی تر‏‏ک‏‏ غیر الحقّ تعالی شأنه.‏

‏و علاوة علی ذلک‏ فإنَّ للکرامة تأثیراً بالغاً فـی الحصول علی السعادة؛ ذلک ‏‏أنّ تحقّق الکرامة یبعث علی الهدوء الروحی، و الإستقرار النفسـی، ممّا یوجب زیادة شعور الإنسان بالسعادة، و لأجل ذلک‏ یمکن القول بوجود التأثیر والتأثّر بین الکرامة و السعادة.‏

‏و یبحث فـی هذه المقالة عن السعادة و لوازمها، و الکرامة و ثمراتها، و عن العلاقة بینهما، و ما یترتّب علی ذلک‏ من نتائج.‏

‎ ‎

‎[[page 341]]‎

  • ٭. ماجستیر فلسفة و مدرّسة فـی جامعة الزهراء (ع).

انتهای پیام /*