کرامة المرأة فـی النظام الحقوقی الاسلامی
محمد ظاهر اکبری
إنَّ الله تعالی ـ بحکمته البالغة و قدرته المطلقة ـ قد ألبس عالم الکائنات ثوب الوجود، و أحکم من أجلها صنع السماء، و جعل المخلوقات المختلفة أزواجاً، و من جمیع مخلوقاته جعل الانسان خلیفته فـی الأرض، فقال تعالی: (إِنِّی جَاعِلٌ فـی الْأَرْضِ خَلِیفَةً) و أبلغ بذلک ملائکته، و بین کرامة الکائن الانسانـی بقوله سبحانه: (وَ لَقَدْ کرَّمْنَا بَنِـی آدَمَ(، و صرّح بأفضلیة البشر علی جمیع المخلوقات بقوله: (وَ فَضَّلْنَاهُمْ عَلَی کثِیرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِیلاً).
إنَّ حکمة الخلق، و سعی الإنسان من أجل البقاء، و الوصول إلی الکمال المقصود من الخلقة، و إیصال الإستعدادات الکامنة فـی روح الانسان إلی مرحلة الفعلیة، کلّ ذلک یقتضی أن یتألف النوع الانسانی من ذکر و أنثی، کلّ واحد منهما یؤدّی وظیفة خاصه و معینة فـی عالم الطبیعة، و کلّ منهما مزوّد بخصوصیات مناسبة لوظائفه الفطریة و الطبیعیة.
و علی هذا الأساس خلق الرجال متمیزین بمزید من القوّة الجسمیة و الفکریة، و النساء بمزید من العاطفة و المحبة و الحنان.
یمکن الإستدلال علی ذلک بما یلی:
أولاً: ما هو مستفاد من خارج إطار الدین، و هنا یمکن الإشارة إلی مبانـی الدلیل العقلی الدالّ علی ثبوت کرامة المرأة فـی النظام التشریعی الأفضل.
ثانیاً: ما هو مستفاد من النصوص الدینیة (أی: الآیات والروایات):
أ ـ کرامة المرأة فـی القرآن: هناک آیات عدیدة تؤکد تکافؤ الرجل و المرأة فـی الکرامة الذاتیة و المکتسبة، و تساویهما فـی الخلقة أیضاً.
ب ـ کرامة المرأة الثابتة بدلالة عدد من الروایات الشریفة.
کلّ ذلک تمّ بیانه فـی هذه المقالة، مضافاً إلی بیان حکمة التفاوت بینهما فـی الحقوق فـی بعضِ الموارد.
[[page 340]]