ماهیة الإنسان و العلاقات الدولیة فـی نظر الإمام الخمینـی(ره)
علی النقی الفیاض
یمکن تناول ماهیة الإنسان فـی العلاقات الدولیة من نافذتین: الأولی: (النافذة الواقعیة) المتأثّرة بنظریات المتشائمین من المفکرین من أمثال: هوبز و میکاولیّ. و الثانیة (النافذة المثالیة). الواقعة تحت تأثیر المتفائلین من أمثال: روسو و جروسیوس فـی ما یخصّ طبع الانسان و طبیعته.
و بالإضافة إلی هاتین النافذتین اللتین تثیر ان الشک و التحقیق توجد نافذة ثالثة بحثها الکاتب تحت عنوان (النافذة الإسلامیة) فـی نظر الإمام(ره) فیما یخصّ ماهیة الانسان و العلاقات الدولیة.
إنّ طرح النافذة الثالثة کان لأجل إصلاح النافذتین و رفع ما یشتملان علیه من نقص؛ لأجل الوصول إلی صیاغة إطار نظری یتطابق مع الواقع فیما یخِصّ طبع الإنسان و العلاقات الدولیة، و لطرح و صیغة لإقرار الأمن و الاستقرار العالمی.
إنّ السیاسة فـی طول الأخلاق فـی النظام الفکری للامام الخمینـی(ره) و إنّ العلاقات الدولیة تتشکل تحت تأثیر واضعها، و هو: الانسان الذی إمّا ان ینشغل بالبُعد الفطری و الانسانی، أو ینشغل بالجنبة الحیوانیة. و علیه فالفرق بین الأخلاق و القیم و عدم الأخلاق و الشرور عند الانسان هو الذی یحدّد الحرب و الصلح بین الأمم. و هذه النافذة تریٰ: أنّ الحرب و الصلح ناشئان من السلوک الأخلاق و غیر الأخلاقی للاعبین فـی ساحة العلاقات الدولیة، و الصلح الدائم یتمّ فقط عن طریق تشکیل أمّة عالمیة واحدة، تکون الغلبة فیها لقویٰ الخیر علیٰ قویٰ الشر، و فـی النهایة یمکن أن تکون الحاکمیة للإسلام علیٰ جمیع العالم.
[[page 307]]