الکرامة الإنسانیة فـی الوثائق القانونیة للإسلام و فـی إعلان حقوق الإنسان
أحمد سعادة
إنّ مما لا شک فیه أنّ جمیع المصادر القانونیة و الحقوقیة فـی الاسلام، و إعلان حقوق الإنسان، و جمیع المواثیق و البر و توکولات المرتبطة بحقوق الإنسان، کلّها متّفقة علی أنّ للانسان کرامة. لکن ثمّة إختلاف بین مصادر حقوق الإنسان الوضعیة و المصادر الحقوقیة و القانونیة فـی الاسلام، یکمن فـی ما هو إعداد من الکرامة، و ما هی أبعادها، و حدودها.
و یمکن ملاحظة الاختلاف المذکور فـی ثلاث جهات و زوایا:
1. تعریف الإنسان. 2. ما هو المقصود من الکرامة الإنسانیة؟ 3. تقسیم الکرامة إلی: ذاتیة و قیمیة.
و یثبت کاتب المقالة ـ من خلال الآیات و الروایات ـ أنّه: أولاً: أنّ الإنسان الذی هو مقصود و مراد الأنبیاء و الرسل و الدین الإسلامی یختلف تماماً عن الإنسان المذکور فـی تعریف أمثال توماس هابز و ماکیاولـیّ.
ثانیاً: أنّ منشأ الکرامة الإنسانیة فـی الإسلام هو: الله عزّ و جلّ، و نظراً إلی الأبعاد الروحانیة و المعنویة التـی یحملها الإنسان استحقّ ان تسجد له الملائکة، و لهذا الغرض فإنّ الإنسان سیخسر کرامته کلّما إبتعد عن الله تعالیٰ.
ثالثاً: أنّ للانسان کرامة قیمیة أیضاً، و أنّ هذه الکرامة تزداد رقیاً کلما تزداد القیم، و أنّ هذه القیم تتمکن من أن توصل الإنسان إلی القرب الإلهی.
اما الرأی الآخر فلم یبحث عن الکرامة الاکتسابیة و القیمیة، کما لم یتطرّق إلی إحتمال زوال الکرامة الذاتیة أیضاً.
[[page 259]]