کرامة الإنسان فـی حکومة الإمام علی(ع)

کد : 168532 | تاریخ : 11/11/1396

کرامة الإنسان فـی حکومة الإمام علی(ع)

محمد زارع القراملکی[1]

‏مع أنّ عهد الإمام علی(ع) إستمرّ لفترة قصیرة، کانت تلک الفترة فرصة مناسبة لا مثیل لها اطلاقاً، تتمکن فیها الإمام(ع) عملیاً من تحقیق ما هو المنشود من الحکومة الإسلامیة، بأبعادها المختلفة، و ذلک بالاعتماد علی العزّة و الکرامة الذاتیة للإنسان.‏

‏و یمکن القول: إنّ الإمام(ع) لو لم تسنح له تلک الفرصة فإنّ الکثیر من المواضیع السیاسیة و الإجتماعیة فـی الإسلام یکتنفها حالة من الغموض و الإبهام، فتبقیٰ علی شکل أهداف بعیدة المنال، أو یصعب تحقیقها، أو تتعرّض إلی النسیان.‏

‏ثمّ إنّ الکرامة و العزّة الإنسانیة الممنوحة من قبل الباری عزّ و جلّ من أهمّ الأسس و القیم فـی الثقافة الإسلامیة و فـی حکومة الإمام علیّ(ع)، و هی المنشأ و المصدر للتطور و النمو و الإرتقاء، و العامل المحفّز علی الحرکة و الإقتدار، کما أنّها أرضیة مناسبة لتحفیز الطاقات، و إستثمار الأموال.‏

‏نحاول فـی هذا المقال أن نعرض مفهوم الکرامة من منظار سیاسی، مع بیان أصول و قواعد المعرفة الإنسانیة للإمام علی(ع)، و الّتـی تجلّت فـی تقدیره للرعیة.‏

‏و لأجل توضیح مغزی الکرامة الإنسانیة فـی الحکومة العلویة لابدّ من أن نضع أسس الکرامة نصب أعیننا، و علی ضوء ذلک یبحث عن السیاسة العامّة للإمام(ع) فـی مختلف الأصعدة و المجالات: سواء کانت سیاسیة، أو إقتصادیة، أو قضائیة، أو ثقافیة، أو اخلاقیة.‏

‎ ‎

‎[[page 258]]‎

  • ٭. محقّق و باحث.

انتهای پیام /*