الإمام الخمینـی(ره) و کرامة المرأة

کد : 168544 | تاریخ : 11/11/1396

الإمام الخمینـی(ره) و کرامة المرأة

أبوالقاسم المقیمی[1]

‏و رد التأکید فـی المعارف و التعالیم الإسلامیة علی الکرامة الذاتیة للإنسان، و تفضیله علی سائر المخلوقات، و قدرته علی طی مراتب التکامل، من خلال الإستعانة بالجوهرة الإنسانیة، و الحفاظ علی الفطرة النقیة. و لم یرد أیّ حدیث ـ فـی هذا المضمار ـ یتضح منه الفرق بین جنس المرأة و الرجل، و إنّما المدار هو: إنسانیة الإنسان، الّتـی هی جوهرة مشترکة بین المرأة و الرجل. لقد مرّت المرأة بأیام حالکه، و ملیئة بالمنعطفات و المتغیرات، طیلة تاریخ التمدّن البشری. و لذا ینبغی العمل علی الوصول إلی المستوی المطلوب، و إحیاء الکرامة الحقیقیة للمرأة. لکنّ الکلام یقع فـی اختیار الطریق الصحیح لإیجاد المنهج الإصلاحی لشؤون المرأة. و بناءً علی دور الإمام الکبیر ـ فـی الوقت الحاضر ـ فـی إیجاد التحوّل الإجتماعی و المذهبـی فـی إیران، و تبلیغ الإسلام فـی العالم، و ما رآه من أهمّیة لدور المرأة فـی هذا التحوّل الکبیر، فإنّ البحث فـی الموضوع الآنف الذکر ـ فـی وجهة نظره ـ جدیر بالإهتمام. لقد تعرّضت مقالة (الإمام و کرامة المرأة) فـی المقطع الأوّل و الثانـی منها إلی إبداء نبذة قصیرة عن تاریخ الحرکة النسویة، و المجریات الّتـی مرّ بها دعاة الدفاع عن حقوق المرأة و صیانة کرامتها فـی إیران و الغرب، ثمّ عمدت إلی تحلیلها و نقدها من وجهة نظر الإمام الخمینـی. و فـی المقطع الثالث من المقالة شرع الکاتب فـی بیان خصوصیات المدّ غیر الدینـی و المدّ الدینـی المتجدّد النزعة، مع الإحاطة العلمیة بظاهرة الإنقیاد وراء الغرب، ثمّ انتقلت إلی دراستها و نقدها من وجهة نظر الإمام(ره). لقد نوّه الإمام ـ من خلال بیان حاجة الإنسان إلی قوانین الاله و الوحی ـ بمسألة إنعدام القوّة الإلزامیة فـی القوانین البشریة، و قصور المقنّن للقانون و جهله بجمیع المصالح، فـی حین یلزم أن یحمل المقنن شروطاً خاصّة متکاملة، و هی تنحصر بالباری تعالی شأنه. و فـی المقطع الأخیر ذکرت الأسس المبنیة علی إحیاء کرامة المرأة فـی الإسلام من ‏


‎[[page 246]]‎‏وجهة نظر الإمام، و أنّه کان یؤکد علی مسألة: التوجه إلی الإختلافات الطبیعیة بین الرجل و المرأة، و نفی التقابل و التضادّ بین الرجل و المرأة، و الإعتناء بالحقوق و الأخلاق جنباً إلی جنب، و المحافظة علی الإستقلال و الإبتعاد عن الإنفعال و ظاهرة النزوع نحو التجدّد و التحجّر. لقد إستطاع الإمام ـ طیلة نهضته الفکریة ـ أن یعمل علی إحیاء کرامة المرأة فـی عدّة مجالات، منها: الإهتمام بالشخصیة الإنسانیة للمرأة، و الحثّ علی الفضائل الأخلاقیة لها، و إیجاد الإستقلال و الإکتفاء الروحی، و إعطاء حقّ الإنتخاب و المساهمة فـی تقریر المصیر، و إعطاء حقّ المشارکة فـی العملیة الإجتماعیة و السیاسیة، و توفیر الأرضیة اللازمة للتحصیل و التدریس، و تعظیم قداسة الأمّ و تربیة الأبناء.‏

‎ ‎

‎[[page 247]]‎

  • ٭. محقّق و باحث.

انتهای پیام /*