مبانـی الکرامة الإنسانیة

کد : 168555 | تاریخ : 11/11/1396

مبانـی الکرامة الإنسانیة

حسن بناهی آزاد[1]

‏حقیقة الانسان هی: نفسه الملکوتیة، التـی هی حاضرة فـی جمیع المراحل الوجودیة، من عالم الناسوت إلی عالم الجبروت، و هی وحدها التـی لدیها القدرة و الإستعداد علی التّرقی من عالم الناسوت إلی عالم الجبروت. ثمّ إنّ العقل یعدّ أهمّ نعمة و خصلة فـی الإنسان، و تستعین به النفس دوماً لتزداد علماً و معرفة؛ للسیر و الحرکة فـی العوالم الثلاثة للوجود (أی: الطبیعة، والمثال، والعقل).‏

‏و لذلک کان الانسان خلیفة الله فـی أرضه، و کان له سنخیة معه.‏

‏و یریٰ بعض الحکماء أنّ إکتساب المعرفة بالعقل جاء کنتیجته لتقشیر و تجرید المعلومات و تعمیم الناتج الحاصل علی باقی المعلومات. لکنّ الإمام الراحل الخمینـی الکبیر(ره) ـ تبعاً لملاّ صدرا ـ قد إختار نظریة تعالـی المعرفة، أی الإدراک، و هو: ذلک الإشتداد الوجودیّ، و تعالـی النفس الانسانیة عن الحسّیات و الطبیعیات إلی عالم العقل، و إدراک المعقولات. یؤکد الإمام الراحل(ره) أنّ المدبّر و مخرج جمیع مراحل الإدراک إلی الفعل هی: النفس الانسانیة، و کلّما کانت معرفتها أکثر فإنّها ستدرک حقائق أکثر و أسمی، و سوت یثمر العقل بعد أن ینجح فـی العبور من مراحل الوجود و الإتّحاد مع العقل الفعّال، لیصل إلی مرحلة الفناء فیه.‏

‏و بعبارة أکثر دقة: أنّ العقل له جانبان فـی إدراک المعرفة هما: أداة المعرفة، و مصدر المعرفة. لکنّ الإمام الخمینـی(ره) یعتقد: أنّ العقل هو: أداة المعرفة و أنّه یکون منتجاً فقط عند ما یتّصل و یتّحد مع العقل مصدر المعرفة.‏

‏تتناول هذه المقالة آراء الحکماء و الفلاسفة حول العلم، و العقل، و إدراکاته: لکی یتسنّیٰ لنا الوصول إلی رأی الإمام الخمینـی(ره) حول دور العقل فـی تحقّق الإدراک.‏

‎ ‎

‎[[page 235]]‎

  • ٭. أستاذ فـی جامعة التربیة.

انتهای پیام /*