معالم کرامة المؤمن فـی الفقه الإمامـی
السید جعفر العلوی
لم تستخدم کلمتـی «الإیمان» و «المؤمن» فـی القرآن و الأحادیث بمعنی واحد، بل أرید منها معان متعدّدة فـی مواضع مختلفة. ففـی صدر الإسلام ـ و خاصّة فـی الاستعمالات القرآنیة ـ لم یکن الاعتقاد بأئمّة الشیعة الإثنـی عشر قیداً لـ «المؤمن»، و لکن من المسلّم به: أنّ هذا الاعتقاد قد دخل فـی دائرة معنی کلمة «المؤمن» فـی بعض استعمالاتها بعد قرون عدیدة، و إن کانت بعض الروایات التـی استعلمت هذه الکلمة قد ترید منها المعنی القرآنـی. إذن، لابدّ ـ لاستخراج معانـی کلمة «المؤمن» فقهیاً و بالتالـی بیان أحکامها من ملاحظة مواطن استعمالها، و زمنه، و من ثم إصدار الحکم الفقهی.
إنّ حفظ حرمة المؤمن فـی الفقه الإمامی یتمتّع بموقع رفیع للغایة، و قد کان له أثر کبیر فـی الفقه.
قمنا فـی هذا المقال بتعریف المؤمن باختصار، و دراسة الأدلّة الفقهیة القائلة بوجوب احترام المؤمن و حرمة هتکه. و عمدنا فـی الخاتمة إلی تقییم تطبیقات هذا الأصل فـی الفقه؛ لنقف علی أهمیتها أکثر فأکثر.
[[page 206]]