خاتمة

المقام الثالث: وجه تقدّم أدلّة الاستصحاب علیٰ أدلّة الحل والبراءةالشرعیتین

کد : 92140 | تاریخ : 08/06/1395

المقام الثالث وجه تقدّم أدلّة الاستصحاب علیٰ أدلّة الحلّ والبراءة الشرعیّتین

‏ ‏

‏هو الحکومة ونتیجتها الورود؛ لأنَّ مفاد (لا تنقض..) کما عرفت إطالة عمر‏‎ ‎‏الیقین تعبّداً، وأنَّ الشکّ لا أهلیّة له لنقضه، فیکون الیقین غیر منقوض وباقیاً تعبّداً،‏‎ ‎‏وهذا من أظهر أنحاء الحکومة، وأمّا کون النتیجة هی الورود فلما عرفت: من أنَّ المُراد‏‎ ‎‏من ‏(ما لا یعلمون)‏ عدم الحُجّة، لا عدم العلم وجداناً، وإن کان مفاد الأدلّة إلغاء‏‎ ‎‏الشکّ حکماً والتعبّد بعدم الاعتناء به، فتکون حاکمة أیضاً علیٰ ما جعل الحکم علیٰ‏‎ ‎‏عنوان الشکّ وعدم العلم وإن کان مفادها عدم نقض الحُجّة بلا حُجّة فتکون حاکمة‏‎ ‎

‏ ‏

‏ ‏

‏ ‏


‎[[page 241]]‎

‏أیضاً؛ لأنَّ المُراد بعدم الحُجّة فی مُقابل الحُجّة هو عدم الحُجّة علی الواقع، وقد مرّ أنَّ‏‎ ‎‏المُراد بـ ‏(ما لا یعلمون)‏ فی أدلّة البراءه هو ما لم تقم حُجّة علی الواقع، فغایة الاُصول عدم‏‎ ‎‏قیام الحُجّة علی الواقع، ومفاد أدلّة الاستصحاب بقاء الحُجّة قبل قیام حُجّة علیٰ‏‎ ‎‏الواقع، فإنَّ معنیٰ عدم نقض الحُجّة بغیر الحُجّة عرفاً هو بقاء حُجّیته إلیٰ قیام حُجّة علیٰ‏‎ ‎‏الواقع، فأدلّة الاستصحاب بلسانها حاکمة علیٰ حصول غایة أدلّة الاُصول، وأمّا أدلّة‏‎ ‎‏الاُصول فلم یکن مفادها إلاّ تعیین الوظیفة عند عدم قیام الحُجّة لا جعل الحُجّة علیٰ‏‎ ‎‏الواقع.‏

وأمّا ما أفاده الشیخ الأعظم فی وجه التقدّم:‏ من أنَّ دلیل الاستصحاب بمنزلة‏‎ ‎‏مُعمّم للنهی السابق بالنسبة إلی الزمان اللاّحق، فمجموع قوله: (کلّ شیءٍ مُطلق حتّیٰ‏‎ ‎‏یرد فیه نهی)‏‎[2]‎‏ ودلیل الاستصحاب بمنزلة أن یقول: «کلّ شیءٍ مُطلق حتّی یرد فیه نهی،‏‎ ‎‏وکلّ نهی ورد فی شیءٍ فلا بدّ من تعمیمه لجمیع أزمنة احتماله» فیکون الإطلاق مغیّی‏‎ ‎‏بورود النهی المحکوم علیه بالدوام، فأدلّة الاستصحاب حاکمة علیه‏‎[3]‎.

ففیه:‏ أنَّ الحکومة خصوصاً علیٰ مسلکه مُتقدّمة بلسان الدلیل، فحینئذٍ لا یتمّ‏‎ ‎‏ما ذکره إلاّ بدعویٰ أنَّ مفاد أدلّة الاستصحاب عدم نقض المُتیقّن، بل لا یکفی ذلک‏‎ ‎‏حتّیٰ یکون المُراد من المُتیقّن هو العناوین الذاتیّة الواقعیّة کالنهی والأمر والوجوب‏‎ ‎‏والحرمة، وقد مرّ سابقاً‏‎[4]‎‏ الإشکال فی کون المُراد من الیقین المُتیقّن، ولو سلّم ذلک لکن‏‎ ‎‏لا یمکن المساعدة معه فی کون المُراد هو العناوین الأوّلیّة تأمّل.‏

‏          ثمّ ذلک لا یتمّ بالنسبة إلیٰ سائر أدلّة البراءة وهو ‏‏قدّس سُّره‏‏ کان مُتنبّهاً لذلک‏‎ ‎‏لکن قال: ما کان من الأدلّة النقلیّة مُساوقاً لحکم العقل فقد اتضح أمره،‏‎ ‎

‏ ‏

‏ ‏

‏ ‏


‎[[page 242]]‎

‏والاستصحاب وارد علیه‏‎[5]‎‏، ولعلّ مُراده ما ذکرنا من بیان حکومة أدلّة الاستصحاب‏‎ ‎‏علیها، وإن کانت النتیجة الورود.‏

‎ ‎

‎[[page 243]]‎

  • . الفقیه 1: 208 / 937، الوسائل 18: 127 / 60 ـ باب 12 من أبواب صفات القاضی.
  • . رسائل الشیخ الأنصاری: 423 سطر 13.
  • . تقدّم فی صفحة 80.
  • . رسائل الشیخ الأنصاری: 423 سطر 4.

انتهای پیام /*