الفائدة الثانیة : وفیها مباحث

إیماض

کد : 92179 | تاریخ : 08/06/1395

إیماض: 

‏     ‏‏وأمّا وجه التعبیر عن العقل بالواحد المُتکثّر وعن النفس بالمُتکثّر المُتوحّد؟‏‎ ‎‏فلأنَّ العقل أقرب إلی مرتبة الأحدیة‏‎[1]‎‏ الحقّة من حیث الصدور، وأدنی من‏‎ ‎‏کبریاء التفرّد والوحدانیّة من جهة الظهور، بل هو عبارة عن المرتبة الواحدیّة‏‎ ‎‏المتاخمة لمرتبة الأحدیّة.‏

‏     ‏وبعبارة اُخری:‏ هو عالم الأسماء والصفات الإلهیّة باصطلاح علماء‏‎ ‎‏الطریقة‏‎[2]‎‏ مع مُعاضدة تلویحات الأخبار المعصومیّة‏‎[3]‎‏ فالأصل فیه الوحدة،‏‎ ‎‏وإنّما التکثّر باعتبار الإحاطة وبحسب الاشتمال علی جمیع معقولات‏‎ ‎‏الأشیاء، والاحتواء بقاطبة حقائق الأسماء وعندنا هذا تکثّر بالعرض ولیس‏‎ ‎‏هذا تکثر بالحقیقة ؛ لأنّ ما یعرض لاحکم له فی العلوم فکیف بالعرض لما‏‎ ‎‏بالعرض، وأمّا النفس فلمّا کانت معلولة من معلول فلیست تقرب من موطن‏‎ ‎‏الوحدة قرب العقل منه، فلا تکون بمثل تلک المثابة، بل هی أنزل منه فی‏‎ ‎‏المرتبة، وأیضاً لمّا کانت النفس تفعل بالمادّة وهی ممّا یلزمها الکثرة والقسمة،‏‎ ‎‏وکذلک تفعل بالقوی والآلات المتضمّنة‏‎[4]‎‏ وتلک القوی منشأ الکثرة‏‎ ‎‏وإن کانت بالاعتبار والحیثیّة، فمن ذلک یعرضها الکثرة والعدّة، وإنّما‏‎ ‎‏التوحد باعتبار ما سترجع هی إلیه فی سیر الأنوار من العقل الکلّی الّذی‏‎ ‎‏صدرت منه.‏

‎[[page 100]]‎

  • . فی نسخة «ل»: الوحدانیة، وفی نسخة «ر»: الوحدانیة المحضة بدل: الأحدیة.
  • . شرح فصوص الحکم للقیصری: 11.
  • . بحار الأنوار 1: 96 / باب 2.
  • . یحتمل أنها المتفننة، أو المتقنة.

انتهای پیام /*