القول فی الخیار

المراد من الخیار

کد : 92824 | تاریخ : 08/06/1395

‏وهو اسم مصدر من «ا لاختیار» و«ا لاختیار» لغـةً بمعنی ا لاصطفاء‏‎ ‎‏وا لانتخاب‏‎[2]‎‏ .‏

وقیل :‏ «ا لخیار» و«ا لاختیار» بمعنی واحد ، هو ا لاصطفاء‏‎[3]‎‏ .‏

‏ولا یخفیٰ : أنّ ا لاختیار بهذا ا لمعنیٰ ، فعل ا لنفس ، وهو من مبادئ ا لأفعال‏‎ ‎‏ا لاختیاریّـة ، ولیس بمعنی ا لقدرة وا لرجحان وا لإرادة ، بل هو أمر فی قبا لهما .‏

‏فا لفعل ا لاختیاری لـه مبادئ ؛ من ا لتصوّر ، وا لتصدیق با لفائدة ، ثمّ‏‎ ‎‏ا لترجیح ، ثمّ ا لاصطفاء ، ثمّ ا لاشتیاق فی بعض ا لأفعال ـ ولعلّ الاشتیاق مقدّم علی‏‎ ‎‏ا لاصطفاء ـ ثمّ ا لإرادة ، وهی تصمیم ا لعزم ، ولا یرجع شیء منها إ لیٰ غیره .‏

فما قیل :‏ من أنّ ا لإرادة هی ا لشوق ا لمؤکّد‏‎[4]‎‏ ، أو أنّ نسبـة ا لإرادة إ لی‏‎ ‎‏ا لقدرة نسبـة ا لتمام إ لی ا لنقص ، وا لفعلیّـة إ لی ا لقوّة‏‎[5]‎‏ ، أو أنّ ا لاصطفاء هو ا لفعل‏‎ ‎
‎[[page 9]]‎‏فی ا لخارج‏‎[6]‎‏ لاینبغی أن یصغیٰ إ لیـه ؛ ضرورة أنّ ا لشوق من ا لصفات ا لانفعا لیّـة ،‏‎ ‎‏وا لإرادة ـ وهی تصمیم ا لعزم ـ من ا لصفات ا لفعلیّـة .‏

‏مع أنّ ا لإرادة قد تتعلّق بما هو مکروه جدّاً ، بل لیس ا لشوق من مقدّمات‏‎ ‎‏ا لأفعال دائماً .‏

‏کما أنّ ا لقدرة ـ وهی ا لقوّة علی ا لشیء ، وا لتمکّن من إیجاده ـ غیر تصمیم‏‎ ‎‏ا لعزم ، فا لثانی من ا لصفات ا لفعلیّـة ، ومن أفعال ا لنفس ، دون ا لأوّل .‏

‏وقد توجد ا لقدرة ا لتامّـة دون ا لإرادة ، وقد تتعلّق ا لإرادة بشیء وا لقدرة‏‎ ‎‏غیر متحقّقـة ، کما لو تخیّل أ نّـه قادر ، وتحقّقت منـه مبادئ ا لإرادة ، فأراد ا لإیجاد ،‏‎ ‎‏فتبیّن لـه عدم قدرتـه علیـه .‏

‏کما أنّ ا لاصطفاء أیضاً من الاُمور ا لنفسانیّـة ؛ إمّا صفـة لها ، أو من أفعا لها ،‏‎ ‎‏فهو غیر نفس ا لإیجاد .‏

نعم ،‏ ربّما یقال : «إنّ ا لفعل ا لکذائی مختار زید» کما یقال : «إنّـه مراده‏‎ ‎‏ومقدور لـه» وهذا لا یدلّ علیٰ وحدتها ، بل یکون من قبیل انطباق مفاهیم متعدّدة‏‎ ‎‏علی ا لموجود ا لخارجی .‏

‏فا لاصطفاء وا لاختیار فعل نفسانی ، أو صفـة نفسانیّـة مقدّمـة علی ا لإرادة‏‎ ‎‏وعلی ا لإیجاد .‏

‏ولایدلّ نحو قولـه تعا لیٰ : ‏‏«‏وَاخْتَارَ مُوسَیٰ قَوْمَهُ سَبْعِینَ رَجُلاًَ‏»‏‎[7]‎‏ علیٰ أ نّه‏‎ ‎‏عین ا لتعیین ا لخارجی ؛ فإنّـه بعد ا لتعیین اختیاراً ، یصحّ أن یقال : «اختار» أو‏‎ ‎‏«اصطفیٰ ذلک» .‏


‎[[page 10]]‎وممّا ذکرنا یظهر :‏ أنّ ا لخیار فیما نحن بصدده ـ ا لذی لا إشکال فی أ نّـه أمر‏‎ ‎‏اعتباری جعلی ؛ إمّا بجعل ا لمتعاقدین ، أو بجعل ا لشارع ا لأقدس ، أو باعتبار‏‎ ‎‏ا لعقلاء فی نحو خیار ا لتخلّف ونحوه ـ لیس بمعناه ا للغوی ، ولا أخصّ منـه ؛ فإنّ‏‎ ‎‏ا لاختیار وا لاصطفاء لیس اعتباریّاً ، ولا قابلاً للجعل ا لتشریعی ، بل ما هو قابل‏‎ ‎‏للجعل هو حقّ ا لاصطفاء ، لا ا لاصطفاء .‏

‏وحدیث ا لاصطفاء ا لاعتباری لا محصّل لـه ؛ ضرورة أ نّـه بعد جعل حقّ‏‎ ‎‏ا لخیار لـه ، یکون ا لاصطفاء تکوینیّاً ، واعتبار ا لانتخاب للفاعل غیر انتخابـه‏‎ ‎‏واصطفائـه ، فاعتباره لا یفید شیئاً .‏

وبا لجملـة :‏ بعد جعل ا لخیار ، یکون ا لاصطفاء بفعلـه تکویناً ، کما أنّ جعل‏‎ ‎‏اختیار بلد لحاکم ، یرجع إ لیٰ جعل حقّ ا لاختیار ؛ أی لـه اختیار أیّ شیء من‏‎ ‎‏شؤون ا لبلد ، لا جعل نفس اختیار شؤونـه ، وهو ظاهر .‏

وبا لجملـة :‏ إنّ ا لمجعول فی ا لخیارات ، هو حقّ ا لاصطفاء وا لاختیار ، وهذا‏‎ ‎‏مباین للمعنی ا للغوی ؛ فإنّـه نفس ا لاصطفاء ، وهذا حقّـه .‏

نعم ،‏ ا لحقّ مضاف إ لی ا لاصطفاء ، وهو یناسب ا لمعنی ا للغوی .‏

وأ مّا ما عن ا لفخر ‏قدس سره‏‏ : من أ نّـه ملک فسخ ا لعقد‏‎[8]‎‏ ، وما عن غیره : من أ نّـه‏‎ ‎‏ملک إقرار ا لعقد وإزا لتـه‏‎[9]‎‏ فمضافاً إ لیٰ مباینتهما للمعنی ا للغوی ، غیر مناسبین لـه‏‎ ‎‏أیضاً إلاّ بوجـه بعید .‏

‎ ‎

‎[[page 11]]‎

  • )) ا لصحاح 2 : 651 ـ 652 ، أقرب ا لموارد 1 : 311 .
  • )) ا لمصباح ا لمنیر : 185 ، مجمع ا لبحرین 3 : 295 ـ 296 .
  • )) شرح ا لمنظومـة ، قسم ا لحکمـة : 184 ، کفایـة الاُصول : 86 .
  • )) حاشیـة ا لمکاسب ، ا لمحقّق ا لأصفهانی 2 : 2 / ا لسطر6 .
  • )) اُنظر نفس ا لمصدر : 2 / ا لسطر9 ـ 12 .
  • )) ا لأعراف (7) : 155 .
  • )) إیضاح ا لفوائد 1 : 482 .
  • )) ریاض ا لمسائل 1 : 522 / ا لسطر30 ، جواهر ا لکلام 23 : 3 ، منیـة ا لطا لب 2 : 2 / ا لسطر6 ، و :4 / ا لسطر5 .

انتهای پیام /*